recent
أخبار ساخنة

المسيحية في عهد الإمبراطور قسطنطين و ثيودوسيوس

أستاَََد أفغول عبد القادلر
الصفحة الرئيسية




المسيحية في عهد الإمبراطور قسطنطين و ثيودوسيوس
الامبراطور قسطنطين



المسيحية في عهد الإمبراطور قسطنطين 



في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول Constantin إنقلبت الحياة الدينية لدى المجتمع الروماني رأسا على عقب، من قهر المسيحيين و الإستبداد بهم، إلى العفو عنهم، و المسامحة واللين في المعاملة معهم، بصفتهم مواطنين يختلفون معهم في العقيدة فقط. تم ذلك و بصفة تدريجية أيام الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول Constantinus 1، الذي إعتلى العرش في روما ما بين 306 ـ 337 ميلادية.



 فتضاءل بذلك اضطهادهم و التضييق عليهم، شيئا فشيئا إلى أن تلاشى هذا التصرف نهائيا من المجتمع الروماني مع مر السنين، بعدما كانت حياتهم تشبه حياة الجحيم، بحيث واجهوا بإستمرار معاملة قاسية جائرة أثناء حكم ديوكلتيانوس. منذ ذلك الوقت لم يعد المسيحيون يتكتمون عن دينهم، و لا أن يمارسوا طقوس ديانتهم بنوع من السرية و التستر، بل تشجعوا دون وجل أيام قسطنطين في ترك تأثير هذا الدين الجديد يتغلغل في مفاصل المجتمع الروماني بكامله، و يتعاظم مع مر الزمان. و كان الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول، أول إمبراطور روماني يتخلى عن الوثنية شكليا، و يتحول إلى المسيحية. 



لقد تظاهر هذا الحاكم الروماني بالتسامح مع الجميع و مع المسيحيين بالدرجة الأولى، و سعى دون كلل في نشر المعتقد الجديد و إعتبره من التراب الروماني. و أكثر من هذا فإنه قام بسن قوانين تثبت هذا الدين في المجتمع و ترسخه في قلوب أفراده، و تضمن لأهله حرية ممارسة طقوس ديانتهم بكل حرية، عامل الأساقفة على أنهم مستشرين سياسيين يمكن الإستعانة بهم في المجالس التي يترأسها، و يأخذ بآرائهم المختلفة و ينفذ معظمها. 



كما أمر الحكام المحليين بإعادة أملاك الكنائس و الأديرة التي تمت مصادرتها أو تأميمها في فترة الإضطهاد الديني، و فتح أبواب التوظيف أمام المسيحيين المحرومين على مصارعها. و الجدير بالذكر إنه قام بتدمير معابد الوثنيين على نطاق واسع، بالرغم من أن عددهم كان لا يزال معتبرا و مؤثرا، و تأثيرهم على حياة المسيحيين كان لا زال خطيرا. 



بهذه المساعي الجريئة، التي قام بها قسطنطين الأول، هدأ كل توتر إجتماعي في الإمبراطورية و تبددت المخاوف المسيحيين. لقد نال هذا الإمبراطور المحنك و الخبير في السياسة، إعجاب و تقدير المفكرين، و المؤرخين بما تميز به من خصال سياسية حكيمة، بز بها غيره من الحكام. و من أبرز المعجبين به المؤرخ المسيحي سوزومين.Sozomen .2.



لقد صار المجتمع المسيحي الناشئ في الدولة الرومانية عندئذ، يتسع شيئا فشيئا خلال عهد قسطنطين الأول، فوصلت نسبة سكانه في الجزء الغربي إلى خمس السكان، و الجزء الشرقي إلى نصف السكان من بين السكان الذين لا زالوا على عهد الوثنية. يقول بعض المؤرخين أن العوامل الموضوعية التي ساهمت في نقل عرش قسطنطين الأول من مدينة روما في الغرب إلى مدينة القسطنطينية في الشرق، هي تنامي عدد السكان من المسيحيين بصفة مطردة و سريعة بالدرجة الأولى. 


إلى جانب ذلك هناك أحداث طرأت على الساحة السياسية، عجلت بهذا الإرتحال، تمثلت هذه الأحداث في إقدام الإمبراطور قسطنطين الأول على قتل ابنه الأكبر كريسبوس Crispus 3 المقاتل الشجاع المحترم من قبل الشعب الذي أثبت كفاءته العالية في ساحة الوغى أكثر من مرة، و على إعدام زوجته، خشية التآمر عليه و إغتصاب الملك منه.


 فثار الشعب عليه لإرتكاب هذه الجرائم في حق عائلته، فما كان عليه إلا أن توجه إلى كهنة المعبد الوثني يسترضيها من أجل التكفير عن جرمه و خطيئته الكبيرة، و الصفح عنه و قبول توبته. إلا أن الكهنة جميعهم رفضوا منه ذلك و أخبروه أن الآلهة لا تقبل توبته لعظيم ما إقترفه في حق أقرب الناس إليه و هم أفراد أسرته. 


 و أن الأسرة في الديانة الوثنية لها شأن عظيم لا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بقدسيتها. يومها أدرك الامبراطور قسطنطين إستحالة بقائه في روما و المخاطر تحيق به من كل جهة، فقرر الإنتقال إلى بيزنطة حيث وجد المؤازرة و العون من الكنيسة الشرقية، أتباع بولس الطرسوسي.



 و قبل أسقف الكنيسة الشرقية توبته وقف تعاليم بولس الطرسوسي الواردة في رسائله. بالإضافة إلى ذلك هناك عوامل إستراتيجية رآها الإمبراطور جد مناسبة له، و هي تزايد نسبة المسيحيين بشكل سريع في الشرق عن الغرب كما ذكرنا. وفي عاصمته الجديدة هذه صار بإمكانه أن يحتمي بالمسيحيين و أن يحيط نفسه و إدارة ملكه بهم. و أن موقع المدينة الجغرافي للقسطنطينية هو موقع إستراتيجي بحيث يسهل عمليات الدفاع عنها من أي هجوم محتمل يأتيها من أية جهة، فالمدينة محصنة بالبحر من الجنوب و الجبال من الشمال. 



لقد تابع جل أباطرة الدولة الرومانية نفس سياسة قسطنطين الأول، في تمكين المسيحية من الإنتشار و الإتساع في هذه الأراضي الشاسعة، و من جهة أخرى التضييق على العقيدة الوثنيين لكي يخبو نجمها من سماء البلاد، و لا يعد لها عهد في منافسة المسيحية أبدا، بإستثناء فترة تولي جوليان المرتد الحكم.




ــــــــــــــــــــ

  1. الإمبراطور قسطنطين الأول: يسمى بقسطنطين العظيم عاش ما بين 272 ـ 373 ميلادية. كان العامل الأساسي في تحول المسيحية.
  2. سوزومين ولد في غزة بفلسطين وعاش مابين 400 ـ 450 ميلادية. كاتب باليونانية و مؤرخ.
  3.  كريسبوس و هو الإبن الأكبر لقسطنطين الأول عاش ما بين 303 ـ 326 ميلاديةن أعدم من قبل أبيه.



عهد الإمبراطور ثيودوسيوس.



في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس 1 من سنة 379 ـ 392 ميلادية، تم تهديم و تحطيم جميع المعابد الدينية و دور العبادة التي كان الوثنيون يمارسون فيها طقوسهم. بالإضافة إلى أنه منع عليهم تنظيم الإحتفالات و الأعياد الدينية الخاصة بهم، كما ألغى الألعاب الأولمبية التي كانت تعبر في حقيقة الأمر، عن تقاليد معتقداتهم في الفن الرياضي. لقد إستطاع حكام الإمبراطورية الرومانية فيما بعد، من إنهاء عهد الديانة الوثنية، و تقاليدها وأعرافها و طقوسها و ثقافتها التي دامت ألف عام، رغم كثرة المعتقدين بها في البلاد. وكان هذا النجاح نتيجة حتمية للمسيحية في الجزء الشرقي من الإمبراطورية، أي بيزنطة، ذلك لما كان يصدر من مراسيم، و قوانين طيلة القرن الخامس الميلادي، تقتضي في مضامينها تحريم ممارسة الوثنية بشكل نهائي. و جاء دور جستينيان Justinien 2 . ليكرس سياسة التضييق على العقيدة الوثنية. ففي سنة 528 ميلادية أمر بغلق المدرسة الأفلاطونية للفلسفة في مدينة أثينا، لأنها كانت تشكل تهديدا كبيرا للمعتقدات المسيحية. و كان هذا إذانا بنهاية فترة تاريخ العالم القديم.



 

إن إنتشار المسيحية في أوروبا بكاملها، هو ثمرة جهود مضنية بذلها الكثير من الأباطرة الرومان المتعاقبون على العرش، لقد استعملوا سلطة الدولة و هيبتها العسكرية، و قوة القانون التي تجلت في المراسيم التنفيذية العديدة، في كل مسعى بذلوه لترسيخ العقيدة الجديدة، ألا و هي المسيحية. و ظل قسطنطين الأول يحظى بإحترام المسيحيين، بل رفعته الكنيسة الأرثوذكسية إلى مرتبة القديس أو الرسول، كما إعتبرته الكنيسة الكاثوليكية الشخصية العظمى، أو الرجل الأكبر. في الحقيقة لولا هذه الشخصية العظيمة في التاريخ، لاندثرت الديانة المسيحية و الجماعة المبشرة بها. 


الإمبراطور قسطنطين و مرسوم ميلانو


إن الإمبراطور قسطنطين الأول أشاع الأمن و الإستقرار في البلاد، و حرص عل ترقية معيشة المجتمع، بفضل مصادرة الذهب الذي كان مكدسا في مخازن، و معابد الكهنة الوثنيين. لقد صك عملة رسمية للدولة الرومانية بشطريها الشرقي و الغربي. إنه أول شخصية جريئة يسمح للمسيحيين بممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية و طمأنينة و أمان. من أعماله الخالدة في تاريخ أوروبا المسيحية في هذا السياق، إنه أصدر مرسوما تنفيذيا، يعرف بمرسوم ميلانو، و كان ذلك بمساعدة ليسنيوس سنة 313 ميلادية الذي تولى الحكم على الجزء الشرقي من الإمبراطورية


لقد وضع قسطنطين الأول بمقتضى هذا المرسوم حدا لسرية ممارسة الديانة المسيحية في الدهاليز والأقبية و سراديب و المقابر، و في نفس الوقت أسقط قدسية الوثنية كديانة كانت شرعية للإمبراطورية من إعتبار المجتمع. و حسم أمر الجدال اللاهوتي العقيم، الذي كان قائما في الكنائس المسيحية آنذاك. 


ألغى كل قرارات القديس أغسطس الخاصة بعزوبية القساوسة، فرض إجازة يوم الأحد ، حرر العبيد، و قام بضمهم للمسيحية، و أمر باسترجاع كل ما صدر، أو تم تأميمه عنوة من المسيحيين أيام الإضطهاد. هذه الأعمال الباهرة أدت إلى إستقرار العقيدة المسيحية نهائيا، و بالتالي إكتساحها أراضي الإمبراطورية الرومانية كاملة.





 في حقيقة الأمر أن هذه الأعمال، لا تدل مطلقا على أن قسطنطين الأول كان شغوفا و مؤمنا بالمسيحية و ممجدا لها و مقتنعا بها . إن التاريخ يثبت لنا أن هذا الإمبراطور كان شديد التمسك بالوثنية، يمارس طقوسها كغيره من الوثنيين، ويقدم الذبائح للآلهة، و يعبد الشمس، كطقس مأخوذ من الوثنية المصرية. لم يرض بالنصرانية أبدا، إلا بعد أن صار على فراش الموت بحضور أحد الأساقفة الأريوسيين الموحدين الذين لا يعترفون بألوهية المسيح. 



 إن مرسوم ميلانو التنفيذي كان يرمي في الأساس إلى الإستحواذ على أغلبية المسيحيين، لدعم سلطته و نفوذه على كامل الإمبراطورية، أي أنه إستعمل المسيحيين كوسيلة لتجسيد طموحاته السياسية و أطماعه في الإستئثار بالسلطة المطلقة في البلاد لا حبا في العقيدة الناشئة. هذه الحنكة و الدهاء السياسي، و الإرادة في تحقيق هذه مطامح، مكنته في الأخير من تكوين إمبراطورية مسيحية مترامية الأطراف، تمتد من منطقة اسكتلندا شمالا إلى غاية أواسط أفريقيا عند منبع النيل جنوبا، و من المحيط الأطلسي غربا، إلى الخليج العربي شرقا، مارس فيها حكما ملكيا مطلقا بإسم الإله الواحد، و بالتالي أوصد كل الأبواب أمام الوثنيين. 



 إن شخصية قسطنطين تمكنت من إحتلال جزء كبير من تاريخ أوروبا الحضاري، بفضل أعماله الجبارة التي حولت أوروبا من الحضارة الوثنية التعددية، و الفكر العقلاني اليوناني الهيليني، إلى الحضارة الرومانية المسيحية. إن قسطنطين الأول استطاع بفضل عبقريته السياسية، أن يجعل من الدين المسيحي وسيلة سياسية، و قوة عسكرية رهيبة في بسط نفوذه على جزء هام من العالم، و في توحيد الإمبراطورية و أجزائها المترامية بين قارتي أوروبا و آسيا. و دعم قوته العسكرية، و الجيش الروماني بعدد هائل من المسيحيين الذين صاروا حلفاء له، مكنوه من قهر خصومه و أعدائه من الوثنيين. 



قال لوسيان هيلفيه:
 ثورة الصليب لم تنجح بفضل دخول الأتباع، إنما الامبراطور قسطنطين إعتمد عليهم لإلحاق الهزيمة بخصومه. إنه تسامح مع كل من إرتد عن سياسته من المسيحيين فأعادهم و أدمجهم من جديد ليكون عونا له على منافسيه و أعدائه. و بذلك اكتسب أنصارا حتى في أراضي المناوئين له. هذا التوجه لا يفسر إلا أنه طموح يبحث بإستمرار على تحقيق أطماعه التوسعية لا غير. إنه ضحى بإبنه و زوجته و صهره من أجل العرش و المصالح السياسية. إنتهى النص. 



 يعتبر القرن الثالث الميلادي المرحلة الأولى لدخول الشعوب بمختلف تركيباتها العرقية و الإجتماعية و مستوياتها المادية و الفكرية، في الدين الجديد خاصة في المجمعات المتمدنة، و الأحياء السكانية الحضارية الكبيرة. و كان كما رأينا الفضل الكبير للإمبراطور قسطنطين الأول، هو الذي حول بهذه الثورة العظيمة حياة الأوروبيين الدينية، و سكان المستعمرات، بغية تحقيق و تجسيد طموحاته، و أطماعه السياسية التوسعية.



 إنه وعى أهمية هذه السياسة و ضرورة إتباعها لكي يتخلص من خصومه، و منافسيه على العرش و السلطة. و أن إعتناقه للمسيحية كان في الحقيقة صوريا فقط خالي من الإيمان و الإقتناع. إن المسيحية أصبحت هي الديانة الرسمية في الإمبراطورية، فقد إعتنقها الرومان في معظمهم بدون رغبة و لا حرية إختيار، وتم ذلك إما خضوعا للسلطة، أو نزولا عند رغبة الحكام التابعين للإمبراطور في مناطق البلاد. الجدير بالذكر في هذا السياق، إذا لم يبادر قسطنطين الأول على الفور، بفرض المسيحية على المجتمع، و جعلها الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، فنتساءل، ألم يكون بإمكانها، أي المسيحية التحول من دعوة إلى نظام ديني كهنوتي معتمد. 




و إذا لم يعتنق قسطنطين المسيحية، التي كان يعارضها بشدة في البداية، و هو شاب، فهل يكون للمسيحية الآن نفس الطقوس، و الصفات اللاهوتية، و المذاهب المختلفة . إن المجتمع الإغريقي الروماني الذي إختمرت في أحضانه المسيحية، كان زاخرا بأنواع الفلسفات العقائدية، فإذن لم تتأثر المسيحية بالمناخ الفكري الهيليني فقط، إنما تأثرت أيضا بالديانات الوثنية التعددية. فولوج المسيحية في هذا المجتمع المتحضر حضارة تسمى بالهيلينية، بدأ مع بولس الرسول، و يعتبر العامل الأساسي في تحول مسار المسيحية إلى نظم كنيسي كهنوتي. 



 فمن الصعب إنتشار المسيحية اليهودية في مناطق بعيدة جدا عن فلسطين، بدون الإستعانة بالثقافة و الفكر الوثني اليوناني. إنه كان شخصية جريئة جدا في كثير من المواقف التي سجلها لنا عنه التاريخ. فسما بالمسيحية من مجرد دعوة دينية، إلى عقيدة معتمدة من قبل السلطة الرومانية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أمر بإعادة صياغة العقيدة على مبدأ تأليه يوسع المسيح. و لا زال هذا الاعتقاد ساري الإيمان به إلى اليوم. إن المسيحية في بداية عهد قسطنطين، كانت غير معروفة تماما في قارة أوروبا من الناحية الغربية ، و الجماعات المسيحية كانت نادرة فيها ، و بالتالي فالتبشير كان بطيئا جدا، لم يكن قد وصل إلى إسبانيا، و بلاد الغال فرنسا، و بريطانية في ذلك العهد. ؟




بعد هذا الظفر العريض الذي حققه المسيحيون من جراء سياسة إمبراطور الرومان، طرأت على الكنيسة، بعد ذلك إنشغالات، و قلاقل، دفعتها إلى الإهتمام بمصير الدين في المستقبل، و الطريقة التي تؤهلها إلى تمكين استمرارية وجوده في مختلف بلدان الإمبراطورية، و ترسيخه في نفوس شعوبها، تحت لواء عقيدة واحدة. في هذا المنحى، سعت الكنيسة إلى إرضاء جميع من إعتنق المسيحية من شعوب الإمبراطورية المختلفة، ذات خصوصيات متباينة، تتمثل في إختلاف الثقافات و المعتقدات و الأعراف و التقاليد.



 فقامت بإقحام بشكل تعسفي بعض الطقوس و الشعائر و القيم من الديانات الوثنية المختلفة، كالديانة المصرية القديمة والآشورية والبابلية والبوذية وغيرها، في صلب العقيدة المسيحية. و تم ذلك بالفعل عبر المجامع المسكونية. هذه التدابير لم تنجح إلا بنسبة ضئيلة و لم يستمر الوضع الديني كما أرادت الكنيسة بحيث عاد الكثير إلى الوثنية و منهم الأباطرة و أبناء قسطنطين وخاصة كونستانس الثاني 3 ، الذي أعاد المذهب الأريوسي التوحيدي الذي يتبنى مبدأ التوحيد و يرفض تأليه عيسى عليه السلام و الإمبراطور جوليان، الذي نعت بالمرتد أصدر مرسوما يبيح فيه إعتناق الوثنية، أو العودة إليها، و إيقاف تسلط المسيحية. 



و ظل الوضع على هذه الحال التي تعاقب خلالها على العرش عشرون إمبراطور. أن ثيودور الأول 378 ـ 395، الذي حسم الأمر بشكل نهائي، بأصدر مرسوم، في فبراير 380، يجعل المسيحية هي الديانة الوحيدة للإمبراطورية، وقام بتطبيقه بيد من حديد. ويكفيه ترتيب مذبحة تسالونيكي. فقد طلب من الجيش بزج الأهالي الوثنيين داخل ملعب السيرك الكبير، و إغلاق الأبواب و سد المنافذ. و لمدة ثلاثة ساعات انهال رجال الجيش ضربا على عشرة آلاف من الرجال والنساء والأطفال إلى غاية الموت. إن و بعض المراجع تسجل أن عدد القتلة في الملعب يربو على خمسة عشر ألفا. كان على كل جندي أن يأتي و في يده الرؤوس التي قطعها وهي تقطر دما و يقدمها لقائده لكي يأخذ المكافأة.





  1. الإمبراطور ثيودوسيوس : 379 ـ 392 ميلادية .
  2.  الإمبراطور جستينيان عاش ما بين 527 ـ 565 ميلادية . 
  3.  كونستانس الثاني Constans 2 : 630 ـ 668 ميلادية .




المسيحية في عهد الإمبراطور قسطنطين و ثيودوسيوس
أستاَََد أفغول عبد القادلر

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent