recent
أخبار ساخنة

الكنيسة في العصور الوسطى MIDDLE AGES

أستاَََد أفغول عبد القادلر
الصفحة الرئيسية





الكنيسة في العصور الوسطى

  الكنيسة في العصور الوسطى


 العصور الوسطى. middle ages.




middle age العصور الوسطى . Moyens Ages 476 ـ 1517 ميلادية.هي المرحلة التاريخية التي عاشتها أوروبا من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر الميلادي. لقد ظهرت هذه الفترة الطويلة في أعقاب سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية.في عام 476 ميلادية تحت ضربات قبائل الجرمان و البرابرة في أوروبا الذين أقاموا ممالك على ما تبقى من أراضي الإمبراطورية الرومانية. إلى غاية النهضة و الكشوفات الجغرافية، و بروز النزعة الإنسانية وحركة الإصلاح الديني بداية من عام 1517 ميلادية. إنها ثاني مرحلة بعد التاريخ القديم للأوروبيين.يليها التاريخ الحديث ثم الفترة المعاصرة. هذه المرحلة المقدرة بحوالي عشرة قرون.هي المرحلة التي عرفت فيها أوروبا عدة ممالك غربية إتحدت فيما بينها إتحادا سياسيا و دينيا.





بدا ذلك في القيام بحملات تنصيرية كبيرة جدا للقضاء على الديانة الوثنية. أعظم مملكة إكتسحت أراضي أوروبا في ذلك الوقت هي المملكة الكارولنجية Carolingiens.  و تحديدا في بداية القرن التاسع الميلادي. لقد غشي الظلام الدامس فيها حياة الأوروبيين جمعاء.في شتى المجالات. أطلق المؤرخون عليها مصطلح العصور الوسطى middle ages. و هي كذلك المرحلة التي حفزت بشكل بطيء النخب المثقفة و العقول الحرة في المجتمع الأوروبي الكبير على التخلص من سيطرة الكنيسة the church

و رجالها.و وضع حد فاصل و نهائي لا رجعة فيه لإستغلال جهودهم و تسخيرها لمصالحهم الذاتية. كانت نهاية هذه المآسي المريعة بداية النهضة الأوروبية. ثم الثورة الصناعية في الجزء الغربي منها. لكن ما يعنينا هو تردي الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية و إستبداد الكنيسة the church في هذه الحقبة السوداء من الزمن. وهي العصور الوسطىmiddle ages.




أنها عصور مظلمة حقا، خاصة من القرن الخامس إلى القرن العاشر الميلادي حيث عم الإنحطاط حضارة الرومان، ولم يتبق منها إلا المباني الرسمية المتمثلة في مدارس و الأديرة و الكنائس  the church والقصور الملكية. أما علوم اليونان التي كانت مفخرة الإمبراطورية.إندثرت في هذه المرحلة كما ضاع الكثير من المهارات الفنية و الكفاءات الحرفية القديمة. و تلاشى الفكر العلمي و إستحوذ مكانه على عقول الناس.الجهل و الشعوذة وأمسى العلماء.في غمرة جهلهم، يؤمنون بالأساطير و الخرافات و الحكايات الساذجة المتداولة في أوساط الشعب.و الشائعات على أنها حقيقة. 





كانت هذه الظواهر السلبية تحدث في المجتمع في بعض الأحيان بإعاز من الكنيسة  the church نفسها. في هذه المرحلة المظلمة تعاظم عمل الكنيسة  the church التبشيري و تطور نشاطها التبليغي ليصل إلى الذروة في التسلط و التأثير.رغم إنهيار معالم الحضارة الرومانية.حيث إكتسح نشاطها العديد من مناطق أوروبا. في سنة 431 ميلادية إعتنقت إيرلندا بكاملها المسيحية Christianity.و إهتدت المملكة الإسبانية و ملكها ريكاريدوس و الشعب الليبيري قاطبة إلى المسيحية سنة 589 ميلادية. و في الفترة التي بدأت من 867 ـ 868 ميلادية إعتنق المجتمع البلقاني الديانة المسيحية.و في سنة 989 ميلادية أصبحت الديانة المسيحية Christianity هي الديانة الرسمية في روسيا. و في النصف الثاني من القرن التاسع إعتنق البلغار المسيحية. 




النظام الاقطاعي في العصور الوسطى



النظام الاقطاعي feudal system  شهد القرن العاشر دخول معظم دول أوروبا المجر ألمانيا و بولونيا و غيرها من الدول في هذا الدين. ما حققته الكنيسة المسيحية في  العصور الوسطىmiddle ages في شتى المجالات يفوق الخيال و يثير الذهول لدى الإنسان العاقل.صارت مهيكلة و منظمة مما جعلها أقوى هيئة دينية.موازية للسلطة السياسية الحاكمة في البلاد. تملك الإقطاعيات الشاسعة من أجود الأراضي الزراعية و أراضي البساتين و الضيعات المجهزة بالورش الحرفية و اليد العاملة الرخيصة أو المجانية من الأقنان.على إعتبار أنها أوقاف تابعة لها.تستثمر عائداتها في تغطية حاجات سكان المعوزين.و في تشييد الأديرة و الكنائس.وتجهيز الحروب ضد المسلمين. 





إلا أن الواقع عكس لنا بصدق مدى جورالكنيسة the church في السطو على أراضي الفلاحين.و إمتلاكها غصبا و كرها. فتجاوزت عقارات الكنيسة المنهوبة في سائر الدول الأوروبية حدا.لا يكاد يصدق. قال المصلح الكنسي ويكلف John Wyclif 1320ـ 1384 ميلادية. و هو من أوائل المصلحين.

 قال: إن الكنيسة the church. تملك ثلث أراضي إنجلترا وتأخذ الضرائب الباهظة من الباقي وطالب .بإلغاء هذه الأوقاف واتهم رجال الدين بأنهم أتباع قياصرة لا أتباع الله. إنتهى النص





 يقول ول ديورانت: أصبحت الكنيسة أكبر مالكي الأراضي وأكبر السادة الإقطاعيين feudal lords  في أوروبا.فقد كان دير فلدا مثلا. يمتلك 15000 قصرا صغيرا.وكان دير سانت جول يملك ألفين من رقيق الأرض و هم الأقنان Serfs.وكان الكونت فيتور أحد رجال الدين سيداً لعشرين ألف من عبيد الأرض.وكان الملك هو الذي يعين رؤساء الأساقفة والأديرة.وكانوا يلقبون بالدوق Duc و الكونت Count وغيرها من الألقاب الإقطاعية feudalism.وهكذا أصبحت الكنيسة جزء من النظام السياسي الإقطاعي feudal system. و كانت أملاكها الزمنية، أي المادية، وحقوقها والتزاماتها الإقطاعية feudal system مما يجلل بالعار كل مسيحي متمسك بدينه.وسخرية تلوكها ألسنة الخارجين على الدين.ومصدراً للجدل والعنف بين الأباطرة والباباوات. إنتهى النص 2.




لم تقف أطماع the church عند هذا الحد.بل تعدى أمرها إلى إبتزاز أموال أتباعها و رعاياها في شكل عشور أو ضرائب على غلل و محاصيل الأراضي الزراعية.وبفضل هذه التدابير، كان يرد على خزائن the church ما قيمته العشر من مردود الأراضي الزراعية.و العشر من مداخيل الحرفيين المالية.


   يقول ويلز: وكانت the church تجبي الضرائب و لم يكن لها ممتلكات فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها، و هي لم تدع إلى هذا الأمر بل طالبت به كحق. إنتهى النص 3.


 و عندما تولى البابا حنا الثاني و العشرين السلطة في the church أضاف ضريبة جديدة على الوظائف الدينية،.و الخدمات الفلاحية، سماها ضريبة السنة الأولى.وهى مجموعة المداخيل السنوية الأول للوظائف الدينية أو الإقطاعية feudalism. تُدفع للكنيسة بصفة إلزامية، وبذلك ضمنت الكنيسة مورداً مالياً جديداً. أما الهبات أو التبرعات المالية التي كان الأثرياء و أصحاب الإقطاعيات. يندفعون في تقديمها إلى الكنيسة تملقا و رياء أو رهبة من بطشها أو خوفا من غضبها لا تحصى و لا تعد. و الغريب في الأمر أن الكنيسة المسيحية  Christian Church. فاقت مهارتها في كيفية إستبداد و إستغلال المجتمع برمته.عن طريق النصب و الإحتيال و الغصب.مهارة السلطات الحاكمة.



 إنها أقدمت على عمل لا يقوم به إلا الطغاة و الجبابرة. لقد أرغمت الطبقة الكادحة و الفئات العاملة على التطوع في مزارعها و حقولها. والسهر على إنجاز مشاريعها المختلفة بصفة مجانية أي بلا مقابل. كل هذا كان يحدث للمجتمع الأوروبي في ظل سيطرة الكنيسة المسيحية Christian Church.في فترة العصور الوسطى middle age. لم يتجرأ الشعب يوما.أن يرفض شيئا من هذه الأوضاع المزرية و لا حتى الملوك.و لا الإقطاعيون Feudal lords. كان في وسعهم إنتقاد و توجيه اللوم للكنيسة على تصرفاتها لا إنسانية.لأن المصالح كانت مشتركة بينهم إلا القليل من رجال الدين الأتقياء. الذين كانوا يدركون جيدا مصيرهم و نهايتهم المحتومة على يد الكنيسة المتغطرسة. لقد صرح علانية و بكل جرأة و شجاعة جون هص John Huss 1369-1415. أن البابا والقساوسة يجب أن يكونوا قادة روحانيين وليس حكاماً على الأرض.فقوانين الأرض يجب أن تترك للناس أنفسهم. إنتهى النص.4.  و دفع هذا الأستاذ ثمن جرأته، فثارت الكنيسة Church. عليه و أصدر البابا أمر إخراجه من المسيحية.و أصدرت المحكمة في حقه أن يحرق حيا على الصليب و تم ذلك سنة 1415 ميلادية.



يقول تولستوي : لقد إستولى حب السلطة على قلوب رجال الكنيسة Church، كما هو مستول في نفوس رجال الحكومات، وصار رجال الدين يسعون لتوطيد سلطة الكنائس من جهة ويساعدون الحكومات على توطيد سلطتها من جهة أخرى. إذن فمصلحة السلطتين تقتضي بقاء الأوضاع على صورتها الواقعة. إنتهى النص 5.




تحولت رغبة كنيسة المسيحية  Christian Church. بعد هذا النجاح الباهر. إلى إحتراف السياسة التي أعتبرت في نظرها هي المطية الوحيدة التي تقودها حتما إلى السلطة و التحكم في رقاب الناس بإسم الدين و قوة القانون.و سعى رجالها بكل جد للوصول إليها، و التربع على عرشها قصد التسلط و الإستبداد. تحت غطاء المسيحية دين الله كما ذكرنا.و التي جعلت من البابا ظل الله على الأرض و راعي شريعته.و أن الملوك يجب عليهم الخضوع للكنيسة و الطاعة لأوامرها دون مناقشتها أو إبداء مجرد الرأي فيها.


 يقول البابا نيكولا الأول في بيان: إن ابن الله أنشأ الكنيسة؛ بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وأن أساقفة روما ورثوا بطرس في تسلسل مستمر متصل..لذلك فإن البابا ممثل الله على ظهر الأرض يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع المسيحيين، حكاماً كانوا أو محكومين. إنتهى النص 6 . 



هذا هو المسلك الجديد الذي تنبهت إليه الكنيسة المسيحية Christian Church. بعد خبرة الإحتكاك بالساسة الرومان من ملوك و أباطرة. فبعد إجتيازه، تمكنت أخيرا من الوصول إلى سدة الحكم و التربع على عرش الزعامة المطلقة. ليس في مقر القصورالفاخرة كما نتصور. لكن هذه المرة في مقرات الكنيسة Church. التي ضاهت بهاء القصور في هندستها. و صار مصير الشعوب الأوروبية قاطبة في قبضة البابا الراعي للمسيحية إدعاء و نفاقا. و لم يعد في قبضة الإمبراطور الراعي لشؤون شعوبه السياسية. يقول عز و جل في كتابه الكريم: الله يستهزئ بهم وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ البقرة.15.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع

  1.  جون وايكلف 1320 – 1384 إنجليزي الأصل كان مستشاراً لاهوتياً لملك انجلترا، هاجم سلطة البابا المطلقة. 
  2. ويل ديورانت ويليام جيمس ديورانت William James Durant من مواليد 1885 - إلى 1981 فيلسوف، مؤرخ وكاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته كتاب قصة الحضارة والذي شاركته زوجته أريل ديورانت في تأليفه. 
  3. ويلز من مواليد 1866 ـ 1946 مؤرخ انجليزي و كاتب قصص و روايات .
  4. جون هص: هو من جمهورية الشيك ، درس اللاهوت وصار أستاذا في جامعة شارلز في براغ في عام 1398 ثم مديراً للجامعة.
  5.  ليو تولستوي.
  6. نيكولا الأول هو البابا رقم 105 في قائمة باباوات الكنيسة الكاثوليكية انتخب في 24 أبريل عام 858 وتوفي يوم 13 نوفمبر عام 867 . 7 ـ سورة البقرة الآية 15.




السياسة المتبعة من طرف الكنيسة في العصور الوسطى



إن السياسة المقنعة بالدين التي إنتهجتها الكنيسة  العصور الوسطىmiddle ages.و المجحفة جدا في حق المجتمع المسيحي و الغادرة به.إلى جانب سياسات ملوك أوروبا الإستبدادية.ولدت فيه بشكل تلقائي ما يسمى بالنظام الطبقي الهرمي.فتفاوتت فيه بشكل رهيب تركيبة المجتمع السكان.من حيث المعيشة و الحرية الفردية و الجماعية في الرأي و الكسب و التنقل. تعددت أسماء هذه الطبقات فمنها طبقة الحكام و طبقة النبلاء.Noble class و طبقة الإقطاع Feudalism class و طبقة عمال الأرض ثم طبقة الأقنان أي العبيد les serfs . لقد توازت طبقة رجال الدين مع طبقة الحكام في الثورة و الثراء و البذخ و رغد العيش و سعة الرزق.و في السياسة و التسلط على القاعدة المحرومة من الشعوب. و بالتالي تفاقم الوضع الإجتماعي و الإقتصادي. في أوروبا و عجزت الطبقات المعدومة عن تحمل وطأة تداعيات سياسة الحكام و الكنيسة Church معا.






 و إزدادت وتيرة التوتر. و كاد المجتمع أن يتحول إلى صراع دامي تغذيه الأحقاد و حب الإنتقام.و التحرر من أصفاد المذلة، التي أحكم غلقها في معاصم أفراد مجتمع الكنيسة و رجالها. أمام هذا الوضع المتردي يوما بعد يوم.الذي كان ينذر بحروب أهلية متعددة. سعت الكنيسة Church .مع الملوك إلى توظيف هذه الطاقة البشرية الثائرة و إستثمارها في حروب خارج القارة الأوروبية.و ضد أعداء المسيحية الذين باتوا يهددون وجودهم على طول حدود ممالكها من الجنوب. بهذه الحنكة السياسية تمكنت الكنيسة من تخفيف مخاطر الطبقة المناهضة لها في الداخل. و دحر حملات المسلمين الفاتحة خارج نطاق حدودها. 






كل المساعي و التدابير التي قامت بها الكنيسة Church. و الملوك في هذا الإطار هو جر السكان إلى حرب ضد المسلمين الحاملين لواء التوحيد و تحرير البشرية من عبادة العباد. عرفت هذه الحروب الدينية في التاريخ بالحروب الصليبية بين المسلمين و المسيحيين. لقد دعا إليها البابا أوربان الثاني.Urban II في بياتشنز Piacenza في مجمع ديني في إيطاليا سنة قبل بدء الحملة الأولى أي سنة 1095. حضره الأساقفة من إيطاليا و فرنسا وغيرها. إمتدت هذه الحروب من سنة 1096 ـ 1291 ميلادية و هي عبارة عن سلسلة من الحروب و الحملات الدينية .بإسم الصليب شنها الأوروبيون على المسلمين. جرت أحداثها خلال العصور الوسطى middle ages. حيث حاول ملوك أوروبا السيطرة على القدس.و على كل الأراضي المقدسة في فلسطين و التخلص من سيطرة المسلمين عليها. 






إن الكنيسة المسيحية Christian Church. نجحت في إشعال فتيل الحرب و قرع طبولها لتتعدد معاركها على المسلمين في عقر ديارهم. و تمكنت من شحذ كل الهمم و تجنيد كل الطاقات الشابة فيها لهذا الغرض. و نعلم بداهة أن نجاح الكنيسة كان دائما ثمرة خداع و مكر برعاياها. إنها داعبت عواطف التعساء و الأشقياء و المشؤومين من عبيد الأرض و الأقنان. بأن هذه الحرب هي حرب مقدسة و شريفة تقودها ضد الكفار الذين خالفوا دينهم. ينبغي التضحية فيها بلا تردد لأن من يشارك فيها مآله الجنة الخالدة و السعادة الأبدية و رضا الله و الحكام. فأثارت حماسهم و إندفاعهم نحوها.تحدوهم الآمال في نيل شيء من ذلك. إننا نستطيع أن نقول أن الكنيسة المسيحية Christian Church. بسياستها الخبيثة الماكرة هذه.جذبت إلى ساحة الوغى كل أطياف المجتمع. حتى دوي المال من طبقة النبلاء و الإقطاع. 



ظهور ما يسمى بصكوك الغفران في العصور الوسطى



لقد توصلت الكنيسة المسيحية Christian Church. إلى إبداع هذه الطريقة السياسية الذكية جدا للتخفيف من حدة مأساة المجتمع من جهة.و من إستياء الملوك من تصرفاتها من جهة أخرى. لقد منحت بدهاء لهذه الإستراتجية السياسية الجديدة ما أتفق المؤرخون المختصون على تسميته بصكوك الغفران indulgences. لقد ظهر هذا المصطلح الكنيسي في مجمع روما 1215 ميلادية.و هو عبارة عن وثيقة تمنحها الكنيسة للمذنب مقابل مبلغ مالي معين.تختلف قيمته بإختلاف نوعية الذنب قصد العفو الكامل أو الجزئي من العقاب.شريطة أن يعترف المذنب للكنيسة بخطاياه كلها. إعتمدت الكنيسة Church. لتبرير إجرائها الخبيث هذا و إضفاء الشرعية عليه، على تأويل بعض نصوص الإنجيل. 




يقول الإنجيل : أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات. 1 . ولما كانت الكنيسة تعتبر نفسها وارثة القديس بطرس و وارثة شرعية هذا السلطان أيضا.





يقول الإنجيل أيضا: المسيح قال لتلاميذه: من غفرتم للناس خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت. إنتهى النص 2.





 يقول ول ديورانت : أن صكوك الغفران indulgences. كانت توزع على المقاتلين .في الحملات الصليبية ضد المسلمين و أنه لم يكن يحظى بالحصول على صك الغفران Forgiveness instrument. إلا أحد الاثنين: 

أولا: رجل ذو مال يشتري الصك من الكنيسة حسب التسعيرة التي تحددها هي.

ثانيا: رجل يحمل سيفه و يبذل دمه في سبيل نصرة الكنيسة Church. و الدفاع عنها و حراسة مبادئها. 

حيث قويت الكنيسة Church. وتدعمت سلطتها بالجحافل أفراد القبائل التي تطوعت للقتال .في سبيلها من أجل الحصول على الغفران. و هذا ما أدى إلى ضعفها في الأخير. فقد انخفضت سلطة الملوك والأمراء والنبلاء الذين كانوا جنوداً للكنيسة يقاتلون بأنفسهم في الحروب الصليبية. و رأوا أنهم أصبحوا هم وشعوبهم ليسوا إلا أدوات أو صنائع رجال الدين يمنون عليهم بالعفو. إن رضوا ويعاقبونهم بالحرمان إن سخطوا.كما أن الثراء الذي حصلت عليه الكنيسة جعلها تبدو منافساً قوياً لأصحاب الإقطاعيات Fiefdoms. وكبار الملاك ما أثار في نفوسهم شعور العداوة لها والحقد عليها. إنتهى النص. 3 .



 إن قداسة و قيمة  صكوك الغفران indulgences. عند تجار و سماسرة الكنيسة.تهاوت من أوج علاها إلى حضيض أطماع كتبة الأحراز و التمائم. و أصبح بابا الكنيسة Church. المعصوم من الخطأ و الخطيئة حسبهم، مشعوذا و محتالا.يروج سندات العفو و الصفح للناس. يوهمهم بإمكانية تطهيرهم من رجس الخطيئة.و قذارة الأفعال و سوء العواقب، نيابة عن الغفار الرحيم. و لم تعد الكنيسة Church. إلا سوقا يتردد عليها رعاع القوم و سفلتها من شتى الأصناف. 



يقول الله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ .







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع

  1. إنجيل متى 16/18 – 19.
  2.  إنجيل يوحنا 20/2.
  3. ول ديورانت.
  4. سورة التوبة الآية 125.

  الكنيسة في العصور الوسطى MIDDLE AGES
أستاَََد أفغول عبد القادلر

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent