recent
أخبار ساخنة

طغيان الكنيسة في العصور الوسطى

أستاَََد أفغول عبد القادلر
الصفحة الرئيسية





المسيحيين في العصور الوسطى-الكنيسة في عصر النهضة.

the Renaissance






حالة المسيحيين في فترة العصور الوسطى 



إن معظم شعوب أوروبا الفقيرة في العصور الوسطى Middle Ages.فقدت الرؤية الواضحة نحو الحرية و العيش الكريم.و التفاؤل بالمستقبل.و مالت إلى حياة الزهد و التقشف و العيش البسيط المتواضع و الرضا بالجهل و الأمية.نتيجة الأوضاع الإجتماعية المزرية و البائسة، التي فرضها ظلم الكنيسة في العصور الوسطى و هيمنة الكنيسةthe church على مختلف شؤونهم العامة.خاصة الإقتصادية و الإجتماعية و الفكرية .باعتبار أن رجالها هم صفوة البشر و خيرة علماء لاهوت لهم باع في الدين و في الفلسفة المسيحية و في القانون الروماني.. 




لا يمكن بحال من الأحوال توجيه النقد إليهم أو مناقشتهم في أمر من الأمور الدنيا و الدين. و بالتالي صار لهم الحق المدعم بالقانون في محاربة كل صاحب فكر علمي سديد يناقض إعتقادهم الديني. و ملاحقته في محاكم خاصة، هي محاكم التفتيش المعروفة في تاريخ الكنائس  المسيحية في العصور الوسطى. و التي كان حكم قضاتها عليهم في أغلب الأحيان. هو الحرق أو الشنق أو النفي أو تسليط أبشع أنواع العقوبات و المعاملات المذلة و المهينة و المنتهكة لشرفهم بدعوى المروق عن المسيحية.



 فأدت هذه الممارسات المتوحشة الخالية من كل صفات الرأفة الإنسانية. إلى تفشي الخرافات و الجهل و الأمراض و الأوبئة كوباء الطاعون. فلم تنتفع المجتمعات الأوروبية عندئذ بالثقافة و اللغة اليونانيتين اللتان كانتا هما الوحيدتين في أوروبا.و السبب أنهما كانتا محتكرتين من قبل رجال الكنيسة. ولم تكن صناعة الورق، أو فن الطباعة معروفين لدى الأوروبيين



لهذا كان المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى متخلفاً جدا في سائر المجالات يرضخ تحت وطأة الإقطاع .ويعاني من ويلات الحروب الإقطاعية، و الصراعات السياسية، و الحرمان من التعلم و التزود بالمعرفة ، و بالثقافة الإنسانية. ظل الأوروبيون يكابدون هذه المشاق الجمة إلى غاية القرن الخامس عشر و سقوط القسطنطينية سنة 1453 ميلادية. المرحلة التي مهدت لنهاية العصور الوسطى و بداية عصر الثقافة، و الفكر العلمي الإنساني، عصر النهضة الأوروبية. كان ذلك حسب المؤرخين في سنة 1453 ميلادية.



 يلاحظ المرء المهتم بشؤون أوروبا المسيحية، أن الدين في العصور الوسطى إنحرف عن جادة الطريق. أدى بالمجتمعات الأوروبية إلى فقدان الآمال في النجاة من أغلال الجهل و العبودية إلى الأبد. في المقابل نجد أن الإسلام الذي إنبعث نوره الأزلي من سراج وهاج هو القرآن و السنة أولا ثم فكر السلف الصالح، قد حرر المسلمين عرب و عجم من تسلط الجهل على العقول. و تسلط الإنسان على أخيه الإنسان. فشيد إبن الإسلام و غيره من الملل الأخرى التي عاشت في أجوائه النقية و رحابه الفسيحة، حضارة راقية في شتى فنون العلم و المعرفة. و فاضل الإسلام بين العالم و الجاهل.لا بين الثري و المعوز بل سوى بينهم على أساس التقوى. 



 قال الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب. 1.
 و قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات. 2.




الكنيسة المسيحية في عصر النهضة the Renaissance



 في هذا العصر عصر النهضة the renaissance إمتدت هذه الحركة الثقافية تقريباً من القرن الرابع عشر إلى السابع عشر ميلادي بداية في إيطاليا.و عمت باقي دول أوروبا لاحقا. و كان من عواملها ظهورها الرئيسية، نزوح العلماء و رجال الفكر و الآداب من القسطنطينية بعد سقوطها. في شكل هجرات متتالية و متواصلة إلى إيطاليا في القرن الرابع عشر الميلادي.حاملين معهم التراث اليوناني و الروماني في التشريع و السياسة و الفلسفة و الفن و الآداب. 



وكذلك إحتكاك الفئة الشابة من الطلاب بالجامعات الإسلامية في المشرق و الأندلس. في عصر النهضة  بزغت أنوار بداية في إيطاليا و فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وانكلترا و إلى سائر دول أوروبا. وجدت هذه الحركة الفكرية العارمة التي إجتاحت القارة بكاملها. من يسندها و يدعمها بالمال و الوسائل لكي تصل إلى النجاح المطلوب.الذي يضع حدا نهائيا لسيطرة الكنيسة the churchعلى المجتمع و إنحراف باباواتها عن الدين المسيحي و تعاليمه الصحيحة. 



هؤلاء الباباوات الذين إنهمكوا في حياة الترف و الرخاء و إكتناز الأموال الطائلة في هذا العصر. غير عابئين بالفئات المحرومة من المجتمع و لا بتخفيف من معاناتها اليومية .و لا بمجرد محاولة إصلاح شؤونهم. و أبرز مثال في هذا التاريخ، البابا ليون العاشر الذي بدد الكثير من المال في البذخ و الرفاهية. إذن إلى جانب دور العلماء المهاجرين من بيزنطة.والطلبة المتخرجين من الجامعات الإسلامية في العراق و الأندلس و مصر. توازى دور بعض الأسر الأوروبية مع هذه الأدوار المصيرية في إنعاش النهضة و إمدادها بالموارد المالية اللازمة، منها أسرة مديتشي Medici في مدينة فلورنسا.التي إحترف أفرادها تجارة الصوف ثم إقتحموا عالم المال و البنوك. 




 و أسرة سوفرزا Sofraza في ميلانو و بعض البابوات في روما. لقد نالت الكنيسة ما يكفيها من النقد اللاذع من قبل المصلحين الجريئين الجسورين الذين ساهمو في النهضة . كجان ويكلف الذي ناضل من أجل تأميم ممتلكات الكنيسة و إستثمارها في مشاريع إقتصادية و إجتماعية تفيد سائر أفراد المجتمع. و المصلح جان هص الذي رأى ضرورية العزوف عن تقديس الباباوات لأن سلوكياتهم و أفكارهم تنافي الديانة المسيحية الحقة. و من الطبيعي أن يدفع الرجل ثمن صراحته فأصدرت محاكم التفتيش  inquisition حكما بالإعدام في حقه بعد أن أتهم بالهرطقة. 



 لقد إستطاعت النهضة الأوربية في هذه الحقبة من التاريخ.التأثير على واقع المجتمعات الأوروبية بكاملها و نجحت في تهيئة العقل الأوروبي على المعطيات الفكرية و العلمية الجديدة.و على محاولة إستشراف المستقبل لكي يتفاءل جموع الناس بما هو آت ويشرعون في إستثمار طاقاتهم الفكرية و مواهبه الفنية. و قدراتهم الذهنية، و التمسك أكثر فأكثر بقيم العقل، و بتراث اليونان والرومان.




 كما تمكنت من عزل الكنيسة the church عن الشعوب و التحكم في مصائرها. بحيث صار الإعتقاد بالدين المسيحي مسألة شخصية و إختيار حر و ذاتي . لقد تنفس الأوروبيون الصعداء و تملصوا أخيرا بعد صبر طويل من جور الكنيسة و إستبداد و جشع رجالها بإسم الدين وبإسم قدسية الباباوات والأساقفة المبتدعة. و بشرعية التحكم في مصائرهم و إستغلالهم لخدمة مصالحهم. لا ننسى في خضم التغيير، الدور الكبير الذي بذله الشرفاء من المصلحين في أمر المسيحية. و فيما تراكم في الكنائس من قضايا فساد أخلاقي، و تورط البابا و الأساقفة و غيرهم من شخصيات الكنيسة في السياسة و المال. فصار من الضروري لديهم وضع كل طاقاتهم الفكرية في خدمة إصلاح الكنيسة.إصلاحا كليا شمل العقيدة و نظام الكهنوت. كل هذه التدابير التي قاموا بها، تم مع تحديهم كل ما يمكن أن يعرقل مساعيهم و يقف حجر عثر في سبيلهم.






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع

  1. سورة الزمر الآية 9 2 ـ سورة المجادلة الآية 11











طغيان الكنيسة في العصور الوسطى
أستاَََد أفغول عبد القادلر

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent