recent
أخبار ساخنة

الطوائف المسيحية في عالم الغرب.

أستاَََد أفغول عبد القادلر
الصفحة الرئيسية




الطوائف المسيحية  في عالم الغرب.
الطوائف المسيحية






الطائفة الأنجليكانية Anglican sect


 تعتبر الطائفة الأنجليكانية، واحدة من أكبر الطوائف المنشقة عن البروتستانتية في العالم المسيحي. وتضم حوالي 73 مليون من المؤمنين التابعين لها. كما تعد الكنيسة الأنجليكانية نفسها جزءًا من الكنائس المقدسة الجامعة .التي حازت على كرسي الرسولية تماما مثل الكنيسة الكاثوليكية القديمة . و يصرح البعض من أتباعها على أن كينستهم كاثوليكية وتم إصلاحها و تقويم نهجها فقط. فهي تمثل عندهم الكاثوليكية غير البابوية. أي لا يرأسها بابا كما هو الحال عند الكاثوليك. أما وبالنسبة لآخرين فإن الأنجليكانية تعتبر كنيسة بروتستانتية بدون شخص مهيمن عليها. مثل الزعماء الروحيين "كمارتن لوثر. أو جان كالفن، أو نوكس، أو ويزلي". أي بلا أب روحي يقتدون به، و يتأسون بأفعاله.



ولكن كثير من الانجليكان يهتمون بالهوية الذاتية للكنيسة و يحافظون على أصالتها. ويعتبرونها تمثل مزيجاً من الإثنين، الكنيسة الكاثوليكية و البروتستانتية معا. نلاحظ أن من أبرز المبادئ الدينية اللاهوتية في هذا المذهب مصدرها مستنبط من المذهب البروتستانتي. و هي: الخلاص من الخطايا، التي تعد نعمة من الله نتيجة الإيمان بيسوع المسيح مخلصا. و من مبادئها الهامة كما ذكرنا سابقا ليس لها الحق أن تجعل البابا أو ما يشبهه هو الوحيد الذي يتدخل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس الإنجيل. بل كل إنسان له الحق في الإجتهاد و البحث في هذا الكتاب. و أن الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة الخاصة بأمور الإيمان. و أن لجميع المسيحيين حق التمتع بنفس درجة الكهنوت المقدس.



 إن المشاركة الدينية اللاهوتية لهذه الكنيسة من قبل المنتمين إليها واسعة في الظاهر.إلا أن في حقيقة الأمر متضاربة و متباينة. من حيث الإنتساب إليها ما بين الثمانية والثلاثين محافظة التابعة لها. و التي تتواصل بإنتظام مع رئيس أساقفتها بالمدينة الأنجليكانية المقدسة كانتربري بجنوب إنجلترا. يوجد المذهب الأنجليكاني في انجلترا كندا أستراليا نيوزلندا جنوب أفريقيا و جزر الكاريبي. و في ألمانيا و الدول الإسكندنافيا، و ناميبيا سويسرا هولندا اسكتلندا الولايات المتحدة. و له نفوذ سياسي و ثقافي و اقتصادي في كثير من الدول منها الولايات المتحدة. في اندونيسيا كوريا الجنوبية الأمريكية الجنوبية. و كندا وكذلك عن طريق الوفود و البعثات الدينية و الهجرة من الدولة الإيطاليية و إيرلندا على الخصوص.





الطائفة الميثودية Methodist sect



  الميثودية هي طائفة مسيحية معتبرة و مؤثرة في أوروبا و في القارة الأمريكية. إنشقت عن المذهب البروتستانتي، أو بالأحرى المذهب الأنكليكاني. ظهرت في المملكة المتحدة الإنجليزية. في القرن الثامن عشر على يد المصلح الديني جون ويزلي John Wesley . يعود سبب إنشقاقها عن الكنيسة الأم أساسا إلى أن الكنيسة الأنكليكانية قد إنحرفت تماما عن الإيمان الصحيح في نظر أتباعها. و إبتعد المؤمنون كثيرا عن تعاليمها، و عن الكنيسة البروتستانتية. فدعت الناس إلى العودة لأعماق الإيمان السليم بواسطة منهج ديني تقويمي يقوم على التأمل و التدبر في كتاب الإنجيل. ظهرت هذه الطائفة في بداية نشأتها على شكل تجمعات دينية متفرقة في بعض الدول. خاصة أوروبا، و إجتهدت لاحقا بتنظيم نفسها تنظيما محكما. و بإعداد رجالها للأدوار الدينية و التبشيرية في المستقبل. لكي تتبوأ المكانة اللائقة التي تتمتع بها سائر الكنائس المسيحية




و بالتالي تستقل عن الكنيسة الأنكليكانية. حدث هذا الطلاق بين الكنيستين سنة 1784. يعود تسمية هذه الطائفة بالميثودية نسبة إلى المؤسس "ويزلي" الذي تميز عن غيره في الدفاع عن مذهبه بطريقة منطقية.  يناقش نظراءه بكل جدية من خلال النوادي و الجامعات التي كان يتردد عليها في إنجلترا. لدرجة أنهم أطلقوا على أتباع "ويزلي" بهذا الإسم. واظب ويزلي و أسرته و المقربين إليه في نشر المذهب الديني الميثودي في بريطانيا خلال القرن 18 ميلادي كما سبق. إن هذا الرجل، لأعظم رجل يعود إليه الفضل في نشر المذهب الميثودي الحديث. و في تأسيس الكنيسة الخاصة به. و هيكلتها وفق النظام الكنيسي المتعارف عليه في الكنائس الأنجليكانية. لقد كان من أبرز رجال اللاهوت الدينيين المتمكنين عن جدارة من إستحداث تيار ديني جديد. و قوي داخل الديانة المسيحية نفسها. و يخالفها كذلك في كثير من التصورات العقيدية، ألا و هو التيار الديني الميثودي الإنجيلي.




 لم يقف الأمر به عند هذا الحد، بل سعى "ويزلي" بكل جدية و حماس منقطع النظير. في تنظيم وتكوين جمعيات دينية من المسيحيين ليتخطى بهم حدود البلاد. بدأ أولا في نشر الدعوة في جميع أنحاء بريطانيا العظمى. ثم تعدى أمر التبشير إلى أمريكا الشمالية. فرحل "جون ويزلي" برفقة أخيه" تشارلز" إلى أمريكا سنة 1735 ميلادية و أستقر في ناحية جورجيا. بعد محاولات جمة أخفق في مهمة الدعوة و تنظيم الكنيسة. عاد من جديد إلى بلاده محبطا خالي الوفاض. عاش فترة من اليأس إلى غاية أن إلتقى "السيد بيتر بوهلر و مورافيا". و أخبرهما عن تجربته الفاشلة. في 24 مايو 1738 ، أقنعه بوهلر بالذهاب إلى اجتماع.




 هنا وصف" ويزلي" تجربته  في المساء ، ذهبت إلى إجتماع في شارع ألدرشغيت. حيث كان أحدهم يقرأ مقدمة مارتن لوثر في رسالة بولس الرسول إلى الرومان. حوالي ربع قبل التاسعة. بينما كان يصف التغيير الذي يعمله الله في القلب من خلال الإيمان في المسيح. شعرت بقلبي تحسن بشكل غريب. وشعرت أنني وثقت بالمسيح، والمسيح وحده من أجل الخلاص. وتم إعطائي تأكيد بأنه أزال عني خطاياي، حتى لي. وأنقذني من شريعة الخطيئة والموت. إنتهى النص.




إنضمت إلى الكنيسة الميثودية فئات صغيرة بغية الإستفادة من التعاليم الإنجيلية الجديدة. وكان لويزلي مساهمة كبيرة في تكوين و إيفاد دعاة متجولين، غادروا البلاد على نطاق واسع.  في إطار حملات التبشير إلى مجتمعات عديدة لأجل تنفيذ مهمة الدعوة الجديدة. ورعاية المؤمنين بها. إعتمدت هذه الطائفة التي صارت كنيسة منافسة للكنائس الأخرى. في نشر تعاليم "جون ويزلي" الدينية بواسطة النشاط التبشيري المكثف في مستعمرات الإمبراطورية البريطانية. و في الولايات المتحدة الأمريكية. 




كانت تهتم أكثر فأكثر. و بشكل أساسي بالعمال و الفلاحين و عبيد الأرض و الطبقة المحرومة على العموم في تبني و إعتناق أفكارها. إستوحت فيما يتعلق بمسألة الخلاص. مبدأ "جاكوب الأرميني" صاحب اللاهوت الأرميني. القائل بإمكانية خلاص كل إنسان على وجه الأرض. المبدأ المخالف تماما، مبدأ الاختيار المسبق للاهوت الكالفني. في إطار وصايا ويزلي أصبح الميثوديون رواد الإصلاح الديني و الأخلاقي و الإجتماعي بما في ذلك إصلاح السجون. و إبطال العبودية و الإستغلال، و السعي لمساعدة الآخرين و الرأفة بهم. 




 ظلت الطائفة الميثودية تقدس كتاب الإنجيل و تعتبره المرجع الأساسي و المنبع الذي لا ينضب للإيمان. و أن التجربة الدينية هي المقياس الحقيقي له. بالإضافة إلى ذلك فإن "ويزلي"  قام بعمل جديد بشكل منهجي. قام بتنظيم المجموعات إلى طبقات، و إتصالات ، و دوائر ، تحت إشراف كاهن. إنضم أخوه تشارلز وبعض الكهنة الأنجليكانيين الآخرين إلى هذا التنظيم. لكن جون ظل يقوم بمعظم دروس الوعظ و الإرشاد. وأضاف في وقت لاحق من الدعاة العاديين و المبشرين الذين يستطيعون تبليغ الدعوة الميثودية.



 كان يتصل برجال الدين والخطباء العاديين في بعض الأحيان. لمناقشة التقدم المحرز في مهامهم و الوقوف على النقائص التي تعترض سبل الدعوة. أصبحت هذه اللقاءات الدورية في نهاية السنة تختم بمؤتمر السنوي. بحلول سنة 1787 ميلادية طُلب من ويزلي أن يحصي خطباءه بوصفهم غير أنجليكانيين. لكنه هو كذلك بقي أنجليكاني حتى وفاته. لقد رأى ويزلي فرصة عظيمة في الدعوة خارج إنجلترا. فعين اثنين من الدعاة العاديين للخدمة في الولايات المتحدة الأمريكية المستقلة حديثًا. و نصب "جورج كوك" مديراً في ذلك البلد. كانت المنهجية تميز هذه الكنيسة عن سائر كنائس إنجلترا وكطائفة مسيحية منفصلة عن سائر الطوائف.




 وفي الوقت نفسه، واصل جون ويزلي الوعظ في جميع أنحاء الجزر البريطانية. و كان يمارس عمله المضني بإسمرار رغم الأمطار و العواصف الثلجية. كان ذا إرادة فولاذية فيسير مشيا أو على ظهور الخيول لإنجاح مهمة الدعوة . بدأ الشقاق يدب في أوصال جسم الكنيسة الميثودية عام 1881 في أعقاب وفاة وزيلي المؤسس. و تجزأت على إثر هذه الفاجعة التي ألمت بها. إلى كنائس صغيرة. حاولت البعض من رجالاتها الدينيين فيما بعد في رأب الصدع، و سد منافذ الخلاف و التشرذم الذي إنتاب كيانها. و لم شمل أتباعها، لإعادة توحيدها من جديد و دفع المؤمنين بها للتمسك أكثر بتعاليم ويزلي.



 نجح هؤلاء الدعاة في إعادة هيكلة وحدة الكنيسة. و ذلك سنة 1932. وحدث الشيء مثله، في الكنيسة الميثودية في الولايات المتحدة الأمريكية. و تم توحيدها بصفة نهائية سنة 1968. بعد هذا الإنجاز العظيم في إثبات دور الكنيسة الميثودية الديني و الأخلاقي في أوروبا و أمريكا. قام رجالها على هامش مهمتهم الدينية، بنشر ثقافة ممارسة النظافة. و العناية بالصحة الجسدية، و النفسية للإنسان، و الوقاية من العلل و الأوبئة المختلفة. و الإهتمام بالتغذية النوعية النافعة. هذا إعترافا منهم بريادة ويزلي المسيحي في الطب الوقائي. و دوره في التربية الصحية في بريطانيا كاملة خلال القرن الثامن عشر الميلادي.




 لقد عرف مؤسس المذهب الميثودي ويزلي بنشاطه الدءوب في الوعظ الديني و الإرشاد. إنه شخصية جريئة تحملت وطأة المصاعب في سبيل مبادئ كنيسته. لقد لازم الكنيسة الميثودية طول حياته. كان أعظم و أفضل رجل أحبه الإنجليز و إحترمه لتفانيه في الدعوة و تبليغ رسالة كنيسته. 



 حياة  ويزلي الشخصية John Wesley



 كانت والدة جون" سوزانا أنيزلي" ، لها تأثير عميق على حياته، هي وزوجها "صموئيل" كاهن أنجليكاني. كان جون من مواليد 17 يونيو 1703 في مدينة إبوورث بإنجلترا. حيث كان والده رئيس الجامعة. كانت الحياة الأسرية لويزلي منظمة بشكل صارم و دقيق فيما يخص إستغلال أوقات الوجبات الغذائية و الصلاة و النوم. كانت سوزانا تدرس الأطفال في منزلها وتعلمهم القيم الأخلاقية و الدين المسيحي. لقد تمرنت على الهدوء و الطاعة و العمل بإتقان. كان ويزلي لا يزال يبشر الناس وهو في عمر تجاوز 88 سنة أي قبل أيام قليلة من وفاته سنة 1791 ميلادية. لقد تلقى جون ويزلي ترانيم غناء الموت نقلا عن الكتاب المقدس. وقال وداعا لعشيرته وأصدقائه. و قال الأفضل للجميع الله معنا.





الطوائف المسيحية  في عالم الغرب.
أستاَََد أفغول عبد القادلر

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent