recent
أخبار ساخنة

الفرق بين المذهب البروتستانتي والكاثوليكي

أستاَََد أفغول عبد القادلر
الصفحة الرئيسية





المذهب البروتستانتي
المذهب البروتستانتي








 تأسس المذهب البروتستانتي بقيادة القس Martin Luther



 في ظل النهضة الأوروبية و في أجواء التغيير التي عاشت أحداثها القارة بكاملها. ظهر هذا المذهب المعارض، تحديدا في بداية القرن السادس عشر الميلادي. تعرضت الكنيسة الكاثوليكية الغربية خلاله لضغط الإصلاح الديني. الذي أدى إلى تصدعها من جديد في بداية سنة 1517 ميلادية. فبرز إلى الوجود المذهب البروتستانتي المعارض أو الرافض بقيادة القس" مارتن لوثر Martin Luther".



 إنتقد  مارتن لوثر و عارض بشدة تصرفات الكنيسة الكاثوليكية البعيدة جدا عن تعاليم الديانة المسيحية الحقة. و لم تكن الحركة التي تزعمها تقصد رفض المذهب الكاثوليكي Catholicism. برمّته و النأي عنه جملة و تفصيلا، وإنما سعت إلى إصلاح ما بدا من أفعال غريبة داخل الكنيسة نفسها. هذه الأفعال التي أبعدتها عن معاني الدين الصحيح. بحيث أنها وقعت بسببها في صراعات سياسية نتيجة الركض نحو السلطة و الجاه و المال.



 فتنامى الفساد المالي والإداري و الأخلاقي في حرمها. وبإختصار تمثلت هذه السلوكيات المنافية للنهج الديني السليم للكنيسة بصورة جلية في صكوك الغفران. بيع بعض المناصب الكنيسية، توريث الكرسي الرسولي إلى بعض الأسر المعروفة في أوروبا. كانت ألمانيا مهد هذه الحركة الإصلاحية، إذ تحمس لها الأمراء. والمفكرون الدينيون. و الطبقة الميسورة الراغبة في التخلص من منافسة الكنيسة الكاثوليكية في روما.



 يرجع الفضل الأكبر في انتصار هذه الحركة الدينية. إلى صمود مارتن لوثر. الذي خاض معركة طويلة على المذهب الكاثوليكي. حتى إن بابا الكنيسة الكاثوليكية ليو العاشر. أصدر قرارا بإقصائه من الكنسية عام 1521، نظرا لجرأته على تجاوزه الكثير من الأمور. التي أعتبرت مقدسة لدى الكاثوليك، و ذلك من خلال كتاباته النقدية المتواصلة. وترجمته كتاب الإنجيل من اللاتينية إلى الألمانية مستعينا بالطباعة التي إنتشرت في أوروبا. 



و من المعلوم أن الكاثوليك يمنعون بصفة مطلقة القيام بترجمة الكتاب المقدس إلى أي لغة كانت و لا بتفسيره. إلى جانب هذا، إتهام القس مارتين لوثر بالهرطقة و مخالفة تعاليم الدين. تمثلت من بين تعاليمه ردا على تهم الكنيسة أن مجرد الإيمان كاف للخلاص الديني. دون الحاجة إلى شراء صكوك غفران. كان هذا القس أول من أوقد مشغل تغيير و تجاوز التصورات الدينية العقيمة.التي وقفت حجر عثر في طريق التقدم الفكري و العلمي في ألمانيا.



 يقول الله جل جلاله في محكم تنزيله: إن اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ. 1 .




 هذه هي الحكمة الإلهية التي إقتضت أن يكون التغيير علاجا ناجعا لداء الفساد و الظلم في مجتمع ما. و من البديهي أن الأمر لم يبق محصورا ضمن حدود ألمانيا .بل إنتشرت عدوى الإصلاح الديني في مناطق أخرى من أوروبا و كان ذلك بفضل إختراع الطباعة كما ذكرنا من قبل "غوتنبورغ الألماني". رافق نضال مؤسس المذهب البروتستاني مارتن لوثر إهتمام مصلحين آخرين أمثال "هولدريخ زوينكي". "جان كالفن "و غيره الذين انتقدوا طريقة العبادة في الكنيسة الكاثوليكية إنتقادا موضوعيا يواكب نظرة التغير الجديدة. و لم يقف الأمر بهم عند هذا الحد. بل تجاوز إلى عدم الإعتراف بعصمة البابا.و لا بمنصبه، و لا بالتقاليد المسيحية، و لا بالأسرار السبعة المقدسة.








 الكنائس البروتستانتية الكلاسيكية 


 إن كل الكنائس البروتستانتية الكلاسيكية مثل "الكنيسة اللوثرية". "الأنجليكانية"، و "الكالفينية" تعتمد على سرين فقط من الأسرار الكاثوليكية السبعة. هما "التعميد وتناول العشاء". وترى أن طقس تناول خبز وخمر الذي يرمز إلى جسد و دم المسيح فهو أمر غير حقيقي البتة. كما إعتبرت أن الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للدين المسيحي. فلا تعترف بأية شرعية نص ديني على المسيحيين سواه.



 و الإنجيل المعتمد لديها يختلف عن النسخة المعتمدة عند الكاثوليك في بعض الأسفار. إن الجدية و الحزم و الجرأة و الصرامة التي تحلى بها هذا المذهب قادته إلى رفض عدة محظورات. هي أساسية في الكنيسة الكاثوليكية. فإنه رفض أن يكون البابا هو صاحب المرجعية فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس. فيؤكد إن لكل مسيحي الحق في تفسيره. ويرفض الصلاة إلى القديسين . و لا يعترف إلا بالمجامع الثلاثة "مجمع نيقية" و" مجمع القسطنطينية "و" مجمع أفسس".







إنتقال حركة الإصلاح الثورية من ألمانية إلى إنجلترا


 إنتقلت حركة الإصلاح الثورية من ألمانية إلى إنجلترا 1534 ميلادية في عهد "هنري الثامن". و الشرارة الأولى لهذه الحركة إنطلقت من القصر الملكي. حيث أن الملك بمقتضى تعاليم هذه الحركة فسخ زواجه من "كاثرين أراكون" بعدما رفض البابا الترخيص له بطلاقها. وكانت هذه أول مزية من مزايا التغيير البروتستانتي .التي إنتفع بها الملك، و تملص من محظور فرض عليه و على غيره ظلما و بهتانا و إفتراء على الله. صار "المذهب البروتستانتي  Protestant Doctrine" يضاهي المذاهب المسيحية الأخرى في قدرة إحتوائه عدد هائل من الأتباع.



 يقدر عدد التابعين للمذهب البروتستانتي في العالم اليوم بنحو 800 مليون نسمة. و من الطبيعي أن يتسأل المرء عن العوامل التي قادته إلى إمتطاء صهوة المجد بهذه السرعة و الإنتشار. أثناء الاكتشافات الجغرافية سنة 1492 ميلادية التي قادها الملاحون المغامرون أمثال "كريستوف كولومبوس". يلاحظ أن هذا المذهب الديني الحديث في المسيحية. عرف نشاطا تبشيريا لم يسبق له مثيلا في تاريخها.و من الطبيعي جدا أن هذا الذيوع الواسع الذي تحقق له في أمم بعيدة عن القارة و صار منافسا للمذاهب الأخرى. تم بفضل الغزو الإستعماري البغيض. الذي حملت راياته الإمبراطوريات الأوروبية القديمة كالإمبراطورية الفرنسية و الإمبراطورية الألمانية و الإمبراطورية البريطانية. ما بين القرن الثامن عشر و التاسع عشر في قارات العالم. وهي أمريكا، شرق آسيا، و أفريقيا، و أوقيانوسيا. 




فكان المبشرون يمتطون المراكب العسكرية جنبا إلى جنب مع جيوش الإحتلال. حاملين الأناجيل المختلفة و الصليب و مخططات و تصاميم لبناء الكنائس و الأديرة و دور العبادة. قصد الشروع في بث الدعوة إلى المسيحية في أصقاع المعمورة. إن الكنيسة المسيحية التي إنطلقت من مجمع نيقية بعقيدة الثالوث الأقدس في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول. وصلت في عهدنا المعاصر إلى كنيسة تتجاذبها مذاهب و فرق دينية كثيرة. تختلف إختلافا بينا في جوهر هذا الدين كما بينا آنفا. 






الفرق بين المذهب البروتستاني  المذهب الكاثوليكي


 يجدر بنا في سياق هذا الموضوع الديني الذي مكننا من الإلمام ببعض المعلومات التاريخية القيمة. حول المذاهب المسيحية الكبرى في العالم. أن نوجز بعض المبادئ الأساسية المسطرة في عقيدة الكنائس المسيحية الرئيسية في العالم. تؤمن الكنائس الثلاث "بالثالوث الأقدس". و هو معتقد ديني يعني أن الله الواحد مكون من ثلاثة أقانيم. أو ثلاث حالات في نفس الجوهر المتساوي. والعلاقة بينها متكاملة، فقد أرسل الأب الابن إلى العالم، وحدث ذلك بواسطة "الروح القدس".




 لكن في الوقت الذي يعتقد البروتستانت والكاثوليك بانبثاق الروح القدس من الأب والابن.ترى الكنيسة الأرثوذكسية، أن إنبثاق الروح القدس من الأب وحده فقط. في المسيحية. يقصد بالأسرار السبعة المقدسة مجموعات من الطقوس. والهدف والغاية من هذه الطقوس هو الحصول على نعمة سرية بواسطة مادة منظورة. وذلك يحدث بفعل روح الله القدوس الذي حل بمواهبه على تلاميذ و رسل المسيح. وبحسب ما أسسه المسيح نفسه وسلَّمه للرسل، وهم بدورهم سلَّموه للكهنة. 




هذا كله وفق الرواية المسيحية. المثال هنا هو سرالمعمودية، إذ يستخدم الماء كمادة منظورة للمعمودية. بهدف الحصول على نعمة غير منظورة. هي الميلاد الثاني وتشمل هذه الأسرار كلًّا من سر المعمودية. وزيت الميرون والقربان المقدس، وسر التوبة وسر الزيجة وسر الكهنوت. تتفق الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية في قبولهما بالأسرار السبعة.



 وذلك على عكس الكنائس البروتستانتية التي لا تؤمن بها. وإن وجد عندهم طقس مشابه، فإنهم لا يطلقون عليه سرًا. على سبيل المثال يوجد الزواج عند البروتستانت. لكنه يمثل رابطًا بين شخصين وليس سرًا كنسيًا. كما توجد عندهم معمودية لكنهم يطلقون عليها فريضةً وليس سرًا. الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بشفاعة مريم العذراء.



 وهي بالنسبة لهم أم الإله، كما يؤمن أتباع الكنيسة بالقديسين وشفاعتهم. وتقوم بتعيين قديسين بشكل مستمر. الكنيسة الأرثوذكسية تتماثل مع الكاثوليكية في هذه الأسس. إلا أن منح القداسة عندهم صعب جدًا. ومن الناحية الأخرى، لا تؤمن الكنائس البروتستانتية بشفاعة مريم العذراء. أو بشفاعة القديسين، بل إن بعض الطوائف تشكك في عقيدة البتولية الدائمة لمريم. هذا هو الخلاف الحاد بين الكنائس المسيحية المعروفة اليوم في قضايا جوهرية تتعلق مباشرة بتفسيرات طبيعة الله و المسيح و مريم البتول. 



يقول الله تعالى في كتابه الكريم: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبُّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ . لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَ إِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أليم. 2

 

إضافة





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  1. سورة الرعد الآية 11.
  2. سورة المائدة الآية 72 ـ 73.






الفرق بين المذهب البروتستانتي والكاثوليكي
أستاَََد أفغول عبد القادلر

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent