recent
أخبار ساخنة

الصراع السوفياتي الأمريكي في ظل الحرب الباردة .

 



الصراع السوفياتي الأمريكي في ظل الحرب الباردة .





الحرب الباردة  Cold war و الصراع بين السوفيات و أمريكا


إن نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 ميلادية، كانت إذانا لدخول العالم قاطبة في مرحلة الحرب الباردة بين الإتحاد  السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية . هذه الظاهرة تفسر لنا تلاشي و إنعدام الثقة بينهما نتيجة الشك في نوايا كلٍ منهما على إجتياح العالم و جعل أنظمة دوله تابعة لإديولوجيتهما السياسية: الشيوعية أو الرأسمالية . يبدو أن الصراع الإديولوجي في ظل هذه الحرب، تطور كذلك إلى صراع إقتصادي،  الذي ظهر من خلال دعم أمريكا لإقتصاد حلفائها الغربيين، الذين دمرتهم الحرب العالمية الثانية بمشروع "مارشال". كذلك تأسيس السوفيات لمنظمة "الكوميكون" الإقتصادية ، قصد السيطرة على الدول التي تبنت النظام الإشتراكي . و بالتالي صار العالم مقسما بين معسكرين متناحرين  : القطب الشرقي الإشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي، و القطب الغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية . 


توتر العلاقات بين السوفيات و أمريكا 


سعت كلٌ من الولايات الأمريكية  و الإتحاد السوفياتي لحماية حلفائهما مما يُحتمل أن يقع من إعتداءات عليهم في خضم هذه الحرب، إلى تأسيس أحلاف عسكرية ، يُوكل إليها الدفاع الجماعي عنهم، و العيش تحت مظلة عقيدة القطبين الغربي أو الشرقي.  تجلى هذا الأمر بوضوح بعد وفاة "ستالين" سنة 1953 ميلادية و مجيء "خروشوف" إلى السلطة في "موسكو".  لقد بذل هذا الرئيس قصارى جهده في تعزيز مكانة السوفيات الدولية لتوازي مستوى أمريكا العسكرية في الهيمنة العالمية، و ذلك بتأسيس حلف "وارسو" العسكري سنة 1955 ميلادية على  غرار حلف "الناتو" أو حلف الشمال الأطلسي سنة 1949 ميلادية الذي يتواجد مركزه في بلجيكا.                                                                                                              

بعد تأسيس الحلفين العسكريين المتضادين ، ظهر التسابق نحو التسلح بين البلدين على مسرح الأحداث بشدة،  لا يمكن تصوره . إخترع الإتحاد السوفياتي أول قنبلة ذرية سنة 1949 ميلادية، مجاراة لما قامت به أمريكا سنة 1941 ميلادية في هذا الميدان. إنتقل هذا التسابق المحموم كذلك، إلى غزو الفضاء عن طريق الأقمار الصناعية، و إرساء المحطات الفضائية للمراقبة و التجسس على بعضهم البعض .                                         

 

وَهْمُ التعايش السلمي بين السوفيات و الولايات المتحدة


كانت تصريحات الدول العظمى في بعض الأحيان ، توحي بقرب التعايش السلمي، و الإنفراج بينهما و بين الدول الحليفة لهما خلال سنة 1954 ميلادية . لكن في حقيقة الأمر يبدو هذا ظاهريا، و من تصرفات الإعلام المعتادة . إنما في واقع العلاقات السياسية بين السوفيات و أمريكا، زاد توترا إحتقانا بينهما، بحيث لم يعد الأمر تحت تصرف العقلاء، الذين يقدرون خطورة الوضع الدولي . بل وصلت الأمور  إلى حافة الهاوية، خاصة سنة 1962 ميلادية، من جراء إندفاع السلطة في موسكو و على رأسها "خروشوف" إلى نصب صواريح بالستية في دولة "كوبا" الشيوعية موجهة إلى أمريكا. إن ما قام به خروشوف يعد أول إستفزاز عسكري خطير للغاية ضد أمريكا في إطار الحرب الباردة .


تحسن العلاقات المؤقت بين السوفيات و الولايات المتحدة 


أمام الوضع الدولي الخطير جدا، قام أعضاء المجلس السوفياتي بعزل "خروشوف" نهائيا عن السلطة سنة 1964 ميلادية. و تعويضه "ببريجنيف" الذي كان يتميز بالحكمة و الدبلوماسية أكثر من سابقه .                                   حاول هذا الرئيس تلطيف أجواء العلاقات السياسية، و التخفيف من التوتر الدبلوماسية مع أمريكا و حلفائها. و فعلا تحسنت العلاقات كثيرا عما كانت عليه. و توصل السوفيات و الولايات المتحدة الأمريكية إلى إبرام معاهدات للحد من التسلح النووي ، و من صناعة سلاح الدمار الشامل ، عرفت بمعاهدة "سالت 1". سنة 1972 ميلادية .                                

إستبشرت شعوب العالم آنذاك خيرا بهذا التقارب بين العملاقين، و تنفست الصعداء، و خفّ القلق النفسي لديها. لكن بالمقابل لم تعد مسألة الحفاظ على وحدة التراب السوفياتي،  و تماسك جمهورياته العديدة، تشغل بال السلطة في "موسكو". لقد تجاوز الروس هذه المعضلة بنجاح، و صارت في نظره مكاسب شرعية لا يمكن العودة إلى مناقشتها . بل كان شغلها الشاغل، هو التغلغل في قارة أفريقيا و أمريكا اللاتينية، و غزو أفغانستان سنة 1979 ميلادية لإتمام مشروعه الإديولوجي المتمثل في نشر الشيوعية عبر العالم و محاصرة الرأسمالية.                                                        إذن  طموح السوفيات ، و مقاصد الغربيين إلى التحكم في مقاليد العالم قاطبة ، جعل الصراع على مختلف الأصعد يتأجج بإستمرار بينهما تارة  ، و يخبو تارة أخرى .                                                                                                 

تعدد الرؤساء الروس على الحكم 


بعد "بريجنيف"، جاء رجل من المخابرات الروسية سنة 1982 ميلادية ليتولى السلطة، لكنه لم يعمر طويلا و خلفه في الحكم "أندروبوف" الذي إهتم كثير بتحريك عجلة الإقتصاد الروسي و الذي عان من تحمل ثقل ميزانية الدفاع الروسي       يمكن أن نقول أن آخر رئيس للإتحاد السوفياتي الذي توفى سنة 1985 ميلادية هو "تشرينينكو" الذي لم يشهد التحولات الخطيرة التي طرأت على بلاده و على خريطة وطنه.  


تردي الأوضاع في روسيا


عندما إعتلى ميخائيل "غورباتشوف" سدة الحكم 1985 ميلادية، كان إقتصاد اإتحاد السوفياتي على حافة الإنهيار، عاني ركودا حادا و خطيرا نتيجة عوامل عديدة منها: تراجع معدلات النمو الإقتصادي، و ضعف الفاعلية الإنتاجية، و تفشي الإضطرابات الإجتماعية، و إنعدام الحريات الأساسية في الداخل. زيادة على ذلك، إرتفاع تكاليف الحرب الباردة، المتمثلة في سباق التسلح النووي مع الأمريكيين. يضاف إلى كل هذا، تورط الإتحاد السوفياتي في غزو أفغانستان. كانت هذه العوامل، مؤشرات لمستقبل مظلم سوف يصل إليه السوفيات لا محالة. و كان أمر خروج الروس من هذه الوضعية التي تنذر بالإنهيار، يتوقف على مهارة و ذكاء "غورباتشوف".



  1. مصادر البحث : 
  2. الكاتبة نادية أبو رميس لموقع : الموضوع. تقرير 01 /12 / 2021 .
  3. الكاتب الرند الصالح لموقع : الموضوع .تقرير 10 / 02 / 2018 .
  4. الكاتبة ايمان بطمة تقرير 5 .12 .2021
  5. سامي عمارة كاتب و صحفي في 20 / 12 2020 .  










google-playkhamsatmostaqltradent