recent
أخبار ساخنة

التحدي الروسي الأوكراني





التحدي الروسي الأوكراني
التحدي الروسي الأوكراني 






 دوافع الحرب الروسية الأوكرانية 


قبل لحظات من إجتياح روسيا لأوكرانيا ، في تاريخ 24 فبراير 2022 ميلادية ، أعلن الرئيس الروسي ، "فلاديمير بوتين" صراحة على قناة التلفزيون الوطني لشعبه، و لغيره من دول الغرب. أن بلاده لا يمكن أن تشعر بالطمأنينة، و الآمان و التقدم، و هي في حال تهديد مستمر من دولة الجوار أوكرانييلادية. لكن المخاوف الفعلية التي أرّقت مضجع الرئيس الروسي، و يريد التخلص منها بأي ثمن: هي منع الحلف الأطلسي من نشر أسلحة هجومية على حدود بلاده. و أن يزيح البنى التحتية للقوات العسكرية لدول أوروبا الشرقية، و الوسطى، و دول اتين" معبرا على قلقه : ليس لدينا مكان آخر نتراجع إليه. هل يعتقدون سنبقى مكتوفي الأيدي .  


     و قال نائب وزير الخارجية "سيرجي ريابكوف" : بالنسبة إلينا من الإلزامي تماما، التأكد من أن أوك. لأن حسبه، أن الروس، و ألوكرانيين يشكلون أمة واحدة، و أن الإتحاد السوفياتي الشيوعي هو الذي أسسها بالكامل. فلا يحق لنا أن نترك الغرب  يستولي عليها غنيمة . لقد ترجمت رغبة "بوتين" قبل عمليات الإجتياح بأيام قليلة، في جملة من المطالب تقدم بها الى الغرب من أجل الحصول على ضمانات أمنية رسمية. يتعلق معظمها بالحلف الأطلسي .الذي وعده سنة 1990 ميلادية لكنه تراجع عن وعده.


مؤشرات الحرب الروسية الأوكرانية 


إن الحرب الروسية الأوكرانية، قد إمتدت جذورها منذ 2013 ميلادية، حين تماطل يومها الرئيس السابق "فيكتور يانوكوفتش" عن توقيع إتفاق شراكة إقتصادية مع الإتحاد الأوروبي في سنة 2014 ميلادية. فتعالت إحتجاجات الجماهير و تطورت إلى إشتباكات بين المتظاهرين، و شرطة مكافحة الشغب، و مسلحين مجهولين .  كانت النتيجة في بداية الأمر، سقوط 130 مواطنا و 18 ظابط شرطة. و بعد فرار الرئيس الأوكراني إلى روسيا،  سيطر المتظاهرون على الحكم . سميت هذه الواقعة "بثورة الكرامة" أو "حركة الميدان الأوروبي". أعتبرت روسيا أن ما حدث في أوكرانيا، هو إنقلاب غير شرعي . لقد أوقعت الدولة الأوكرانية نفسها في منزلق خطير جدا مع روسيا، لا زالت فصوله لم تنته بعد في قنوات الإعلام العالمي. على إثر تمرد الأوكرانيين على حكومة "فيكتور يانوكوفتش" سنة 2014 ميلادية، و سقوط العديد من المواطنين في ثورة الكرامة، طلّ شبح الحرب، و بدأت طبولها تتهيأ للإعلان عنها.

أعلن "فلاديمير بوتين" في 21 فبراير 2022 ميلادية، الإعتراف الرسمي بالمناطق الموالية لبلاده في "لوهانسك" و "دونيتسك" كدولتين مستقلتين. و في نفس الوقت، أيّد مطالب الإنفصالين في حقهم بالمزيد من الأراضي الأوكرانية . 


قال "بوتين" : لقد إعترفنا بهم، و هذا يعني أننا إعترفنا بجميع وثائق تأسيس جمهوريتهم. 


بعد الإعتراف، وقع مرسوما يبيح للقوات الروسية التمركز بشكل علني في الجمهورية الشعبية، و تشييد قواعد عسكرية فيها. لقد أصبحت هذه الجمهورية تحظى بالدعم المالي، و العسكري من روسيا. لكن أوكرانيا تعتبرها مناطق محتلة بصفة مؤقتة على غرار جزيرة القرم . 


بداية إجتيار الروسي الكاسح لأوكرانيا 


في أواخر سنة 2021 ميلادية، بدأ الرئيس الروسي ينشر أعدادا هائلة من القوات العسكرية المهيأة للحرب. و كاملة الجاهزية للإقتحام و التدخل، بالقرب من حدود الدولة الأوكرانية. و إعترف في نفس الوقت بالمناطق الخاضعة لسيطرة الإنفصالين، على أنها مناطق مستقلة كما ذكرنا آنفا. 

قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة  "مارك ميلي": أن حجم القوات الروسية ينذر بسيناريو مروع.


عمليات الإجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا


 شنت روسيا في تاريخ 24 فبراير 2022 ميلادية، هجوما بريا و جويا، و بحريا شاملا، و كاسحا على الدولة الأوكرانية، التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 44 مليون نسمة. تبع ذلك  توغل الدبابات، و المدرعات العسكرية  للقوات الروسية  في الجهة الشمالية الشرقية، بالقرب من مدينة "خاركيف" . و في الجهة الشرقية بالقرب من "لوهانسك". كانت "بيلاروسيا" منفذا، و منطقة عبور لهذه القوات . من الجهة الشمالية القريبة من "خاركيف" أثناء عملية الإنتشار. ثم واصلت التغلغل إلى غاية مدينة "أوديسا" و مدينة "ماريوبول" الكبيرتين.جنوب أوكرانيا. 


أهمية العتاد العسكري الروسي في الحرب


بعد إستشارة الرئيس بوتين القادة العسكريين الإستراتيجيين، و الخبراء الإقتصاديين في إجتماعات مغلقة بالكريملين .    و دراسة كل المعطيات اللوجستكية، و الجيوسياسية لكيفية تسيير الحرب على أوكرانيا، التي وعدها الحلف الأطلسي بالدعم العسكري الكامل لها ، أثناء العمليات العسكرية الروسية


إضطر الرئيس الروسي إلى إستخدام كل أنواع السلاح الجوي المتقدم من : مقاتلات و قاذفات، و طائرات و مروحيات هجومية، و صواريخ باليستية ذات قدرة تدميرية هائلة. كصروخ "كليبر كروز" لقصف المنشآت العسكرية، و لضرب المباني الحكومية في مدينة كييف، و خاركيف. كل هذا لأجل تخريب البنى التحتية العسكرية. و بالتالي منع التنسيق بين القيادات، و عزلها عن بعضها البعض.


إن السلاح الجوي المستخدم، فهو خاص لتعطيل أهداف على بعد أكثر من ألفي كلم . بالإضافة إلى قدرته على الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي للعدو . كما وظف الرئيس بوتين صواريخ من طراز "إسكندر" التي تتميز بقدرة عالية على المناورة . إنها مصممة لتدمير المدفعيات بعيدة المدى، و الطائرات و المروحيات في المطارات و مراكز القيادة،  و الإتصال ، و المنشآت المحصنة.


من هنا ندرك، أن الروس درس كل الإحتمالات التي من الممكن أن تواجهها القوات العسكرية في الميدان. و توقعوا كل ما من شأنه، أن يسبب إضعاف الخصم، ليسهل إنقياده إلى الإستسلام، و قبول مجمل الشروط .


عجز الحلف الأطلسي المشاركة في أحداث أوكرانيا


كان أصرار الرئيس "بوتين" على تنفيذ كل خططه العسكرية داخل أوكرانيا، ثمثابة إستفزلز، و تطاول كبيرين على الحلف العسكري الغربي. لأنه يدرك مسبقا أن الحلف لا يقوى على مواجهة قدراته العسكرية . و أمام تعنت روسيا و عنادها، لم يجد الحلف أي حل، إلا أن وضع طائرته الحربية في حالة إستنفار و تأهب قصوى. و أوضح بأنه لا توجد لديه برامج لإرسال قوات مقاتلة في أوكرانيا . و بدلا من ذلك، إقترح على أوكرانيا تقديم مستشارين، و أسلحة دفاعية،    و مستشفيات ميدانية .

في مضمار الحرب هذه، وضع الحلف كل إحتياطاته و تدابيره الوقائية، تحسبا لما يمكن أن ينعكس على دول الحلف المجاورة لأوكرانيا، من أخطار العمليات. فنشر حوالي 5 آلاف جندي في دول "البلطيق" و "بلندا". و 4 آلاف عنصر آخر في "رومانيا" و "بلغاريا" و "المجر" و "سلوفاكيا".

أما من جانب أوكرانيا التي وقعت بين شقي الرحى ضحية، تمثل إستعدادها لهذه المغامرة المصيرية، في تعبئة قواتها العسكرية من قبل . و تهيئة الرأي العام لمواجهة الإجتياح الروسي ، و التي كانت تتوقعه في أية لحظة . كما إستدعت جميع جنود اإحتياط .


في هذا الصدد، أوضح ظافر العجمي أستاذ العلوم السياسية : أن خذلان الحلف الأطلسي لأوكرانيا، كان متوقعا . لأنه لم يعد كما كان من قبل، أيام حرب العراق و سوريا و ليبيا . فلقد أصبح عاجزا حتى تسوية مشاكله الداخلية بين فرنسا، و تركيا من جهة، و تركيا و اليونان من جهة أخرى. و باتت أمريكا ترى أنه عبء عليها، فإنها تساهم في تمويله بنسبة     4 % من دخلها القومي. فقل حماسها تجاهه . فكان من المنطقي بالنسبة إليها، إنشاء حلف عسكري جديد على غراره . و هو الحلف "الأنجلوسكسوني" الذي يضم بداية "أمريكا" و "بريطانيا" و "أستراليا". جاء هذا الحلف لحماية مصالحها في الشرق، و لمنوَأة "الصين" . لقد أصيب "فولوديمير زيلينسكي" بخيبة كبيرة نتيجة موقف الحلف السلبي تجاه أوكرانيا في أعز الحاجة.



مصادر البحث :

  1. صفوان جولاق . تقرير 25 / 11 / 2021 .
  2. عربي نيوز تقرير 24 / 02 / 2022.
  3. قنتة الجزيرة .22 / 02 / 2022.
  4. بهاء الدين عياد. 27 / 02 / 2022.
  5. عربي بوست . خير الدين الجابري .09 /03 / 2022.
  6. ظافر العجمي. أستلذ العلوم السياسية بجامعة الكويت.


google-playkhamsatmostaqltradent