recent
أخبار ساخنة

إمكانيات الجزائر للنفوذ الإقليمي





إمكانيات الجزائر للنفوذ الإقليمي




 الموارد الزاعية و الثروة  المائية 


من المقومات الأساسية في بناء القوة الإقليمية للجزائر ، تتمثل في غنى أراضي الجزائر  بالسهول الزراعية الخصبة ،  التي ستحقق لها الإكتفاء الذاتي ، و الأمن الغذائي على المدى المتوسط . و بالتالي تقليل تبعيتها للإحتكارات الأجنبية . تبلغ مساحة اراضي القطاع الزراعي المستغلة حاليا 8.2 مليون هكتار ، أي بنسبة 3.4 % من مجموع المساحة الكلية للجزائر القابلة للإستصلاح . تتركز السهول الزراعية في : "وهران" "معسكر" "تلمسان" "بلعباس" "سطيف" "قسنطينة" "البليدة" "وادي سوف" "غرداية" "ورقلة . تقدر مساحة الأراضي المروية 625000 هكتار سنة 2013 ميلادية . تتلقى الأراضي الخصبة ما يقارب 14 مليار متر مكعب من مياه الأمطار سنويا . و تختزن الأراضي الزراعية من المياه الجوفية نسبة 70 % في الشمال و 25 % في الجنوب . .


تسعى الجزائر إلى تنمية مواردها من المياه بتشييد السدود ، و تنظيم الري بطريقة علمية . و من بين السدود الكثيرة : سد "جرف التربة" ، "سد وادي الفضة" ، "سد الشافية" ، "سد وادي بو حنفية" ، "سد بني هارون" . تساهم هذه الثروة في إنتاج المحاصيل الزراعية و تنويعها مثل : الحبوب و الزيتون و الحمضيات و النخيل و المزروعات الصناعية مثل: الطماطم ، و التبغ ، و البنجر السكري . لا يخفى على أحد إحتياطي المياه الجوفية العذبة في الصحراء الجزائرية ، و التي لم تستغل بعد تقدر 50000 مليار متر مكعب . و هو أكبر مخزون في العالم . أما الثروة الغابية فإنها تقدر بمليون 700 ألف هكتار . إلى جانب هذا الإنجاز هناك "السد الأخضر" الذي يعتبر حاجزا طبيعيا لإيقاف زحف الرمال نحو الشمال .


الموارد البشرية في الجزائر 


 ما يساعد الجزائرللنفوذ الإقليمي الموارد بشرية الهائلة من اليد العاملة الشابة الخبيرة ، و المؤهلة في جميع القطاعات الإقتصادية و الخدماتية. فعلى سبيل المثال : نسبة اليد الشغيلة في قطاع الصناعة التحويلية 12 %. التجارة 15 % . الزراعة 10 % . البناء 17 % .الصحة 14 % . الوظيف العموم 16 %.  من المؤكد أن منحنى هذه النسب في تصاعد  مطرد نتيجة سياسة الإصلاح الجديدة و تدفق النخب الجامعية التي إقتحمت عالم الشغل مؤخرا في إطار جهود الإستثمار الخاص و ظهور الشركات الناشئة  Startups و الدعم البنكي للدولة . إلى جانب ذلك يقدر عدد الجامعات في الجزائر 111 مؤسسة سنة 2020 ميلادية .  ينشط فيها في ميدان البحث العلمي و التكنولوجي 63 ألف أستاذ . تضم هذه الجامعات ما يزيد عن 30 مركزا للبحث العلمي ، و 1600 مخبرا في جميع التخصصات العلمية و التقنية . و 18 منصة رقمية يتردد عليها ما يقارب 700 ألف طالب في كل التخصصات . و في نفس السنة وصل عدد المتخرجين إلى 400 ألف طالب . 


إستحدثت الدولة المدارس العليا للتكوين العلمي ، و التقني و للرياضيات ، و الذكاء الصناعي . و ذلك بغية توفير إطارات الصناعة ، و الرقمنة ، و الإعلام الآلي لدعم الإقتصاد الجزائري ، و تغطية الطلب المحلي للشركات . أما في شأن الجالية الجزائرية بالمهجر ، فإن المهاجرين يمثلون مصدرا خصبا للكفاءات العلمي و التقنية ، و القدرة الرأسمالية للإستثمار ، يمكن جدا توظيف مساهمتها في تحقيق النهضة الإقتصادية ، و تعزيز الدور الإقليمي للجزائر . و حسب السياسة الجديدة لا ينبغي إهمال هذه القدرات دون إدماجها في حركيات التطور ، و إنعاش الإقتصاد الجزائري التي تسعى إليه هذه البلاد .


في هذا الإطار جندت الخارجية الجزائرية كل القنصليات ، و السفارات للإهتمام بهذه القدرات لتكون في خدمة وطنها. فوضعت منصة رقمية من أجل نقل الخبرات التقنية ، و المعرفة العلمية إلى الجزائر . و محاولة إيجاد الحلول الللائقة لإدماجهم . إن هذه القدرات العلمية التي يعتمد عليها رقي الجزائر ، هي الضامن الأساسي لتجسيد الدولة الإقليمية .


قيم الشعب الجزائري 


من المعروف لدى الأمم أن الشعب الجزائري يتميز بمواصفات قل أن تجدها في غيره ، بحكم عقيدته الإسلامية ،         و تاريخه الثوري الطويل مع الدول الغازية : كالقوط و الوندال . و مع الدول المحتلة : كالرومان و البيزنطيين              و الإسبان و الفرنسيين . ينفرد بهذه المواصفات حتى مع أشقائه العرب . تتأكد هذه المواصفات في جملة من القيم  و الخصال الحميدة ، التي نال بها ثقة غيره و إحترامهم له . يستميت في الدفاع عن سيادة وطنه ، و لا يبالي بحجم التضحيات . و لا يفرط في جزء من تراب بلاده . إنه يتمسك بالمواقف الإنسانية التي تخدم الشعوب المظلومة ، مهما كانت ثقل العواقب. لا يهاب من المؤامرات التي تحاك ضده . و لا يتوان في الرد على المتآمرين بكل شجاعة . يتميز بالأنفة و الشموخ و الصلابة و الندية مع الأمم القوية ، و باللين مع الشعوب الضعيفة . وَفِيٌ للعقود و المعاهدات ، و جميع الإلتزامات التي يكون طرفا فيها . لا يخون مواقفه من أجل عروض مادية . هذه بعض المقومات في نظرنا التي تجعل من الشعوب العادية  شعوبا قوية ، و مهابة و محترمة . إن الشعب الجزائري في صدارة هذه الشعوب . أن القيم السديدة لشعبها هي التي أهلتها إلى إمتلاك القوة الإقليمية في أفريقيا


الرصيد الثوري و التاريخ النضالي للجزائر 


من بين المقومات التي تجعل الدولة الجزائرية قوة إقليمية على مستوى الإقليم الإفريقي و العربي ، هو نضالها الفعال منذ سنة 1962 ميلادية في هيئة الأمم المتحدة . و ذلك للدفاع عن قضايا الشعوب المحتلة  "كالفتنام" التي نالت إستقلالها سنة 1975 ميلادية . و كان لها الشرف في الوصول إلى ترأس جمعيتها العامة مرتين سنة 1974 ـ 1975 ميلادية . حيث عولجت فيها أهم قضايا الشعوب المستعمرة . منها تمثيل الشعب الفلسطيني في هذ ه الهيئة ، و المساهمة في القضاء على الميز العنصري في أفريقيا الجنوبية ، و إقتراح نظانم إقتصادي عالمي . كما كان لها الفضل في تنظيم قمة مؤتمر دول عدم الإنحياز سنة 1973 ميلادية ، التي أبدت فيه هذه الدول  موقفها من الصراع بين الكتلة الغربية و الشرقية . و هو الحياد الإيجابي من الصراع . و الدفاع عن السلم العالمي ، و عدم التدخل في شؤون الدول ، و لا السماح بتأسيس قواعد عسكرية على أراضيها . 


إن مساعي الجزائر كثيرة جدا في تثبيت الوفاق الدولي ، من خلال وجودها عضو في هيئة الأمم المتحدة . لقد إستطاعت من مساعدة "الصين" في إسترجاع حقوقها كاملة ، و عودتها عضو في هذه الهيئة سنة 1971 ميلادية . و لعبت دورا معتبرا في تبديد النزاعات بين "إيران" و "العراق" ، و الوصل إلى ترسيم الحدود بينهما في إتفاقية الصلح سنة 1975 ميلادية . و نفس المساعي قامت بها في القضاء على التوترات بين الأفارقة ، منها المصالحة بين "إيثيوبيا" و "أريتيريا" سنة 2000 ميلادية بحضور الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك . كما لا يخفى لدى العام و الخاص ، دور الوساطة الجزائرية في تحرير الرهائن الأمريكان ، الذين تمّ إحتجازهم سنة 1981 ميلادية من قبل الطلبة الإيرانيين . 


الخبرة العسكرية لدى الجيش الشعبي الوطني


من أقوى الخبرات العسكرية التي يتمتع بها الجيش الشعبي الوطني  اليوم ، و نال بها إحترام الغير . لقد غنمها من مشاركته في الحرب القومية العربية الفعالة على الجبهة المصرية سنة 1967 و 1973 ميلادية . الرامية إلى تحرير "فلسطين" . لقد حقق إنتصارات عظيمة على الميدان، و كانت السلطات الجزائرية في ذلك الوقت ، حريصة على تمويل جبهات القتال العربية بالأسلحة ، و العتاد العسكري الثقيل .و رغم نكسات العرب في هذه الحرب ، إلا أن الجيش الجزائري أبلى البلاء الحسن ، و إستعصى على الخصم بإعتراف الأجانب . و هذا ما رفع رصيده في الكفاءة والمهارة في الفنون العسكرية ، و الجاهزية لأي طارئ يهدد أمن البلاد .                                                                    


إلى جانب تمرسه في هذه الحرب ، واجه للأسف مرحلة عصيبة عرفت بالمأساة الوطنية ، دامت عشر سنوات من القرن الماضي . تمثلت في مكافحة الجماعات الإرهابية المسلحة ، التي أرادت القضاء على قدرة الجيس ، و الفتك بالسلطة ، و تقسيم البلاد . إن الجيش الجزائري رفع من رصيد الدولة في الدفاع و المحافظة على الأمن الوطني ، و القيام بدوره نحو الإقليم الإفريقي.


من البديهي ، أن الإقتدار العسكري للجيش الجزائري في كافة المجالات : التعلمية التكوينية التدريبية التجهيزية و المناوراتية  ، يستوجب على الدولة تخصيص ميزانية مالية معتبرة . و ذلك لتغطية كل إحتياجاته الملحة ليصل إلى ذروة العصرنة ، و الإحترافية . و يتكيف مع متطلبات التطور التكنولوجي العسكري . و يكون في مستوى مواجهة التحالفات الإقليمية ،و التحديات الأمنية على حدود البلاد .


لقد صنف موقع غلوبال فاير باور المتخصص في الشؤون العسكرية سنة 2021 ميلادية أن الجيش الجزائري يحتل المرتبة الأولى في أفريقيا و الإحدى و العشرين على المستوى العالمي من حيث الإنفاق و التمويل و التسليح و تحديث الترسانة العسكرية ما يساوي 11 مليار دولار سنة 2013 ميلادية . هذه هي المرتكزات و المقومات الصلبة التي يفتخر بها الشعب الجزائري  اليوم كونها أوصلته إلى سدة المجد و النفوذ الإقليمي .



مصادر البحث :

  1. تقرير حمزة عتبي . 17 /10 / 2016 .
  2. جريدة المشوار السياسي . 04 / 05 / 2022 .
  3. د . بروال الطيب .العلوم السياسية جامعة باتنة .
  4. جريدة النهار الجزائرية . بديع بغدادي . 12 / 29 / 2017 .
  5. زرمان محمد و محمد غردي . مجلة الإقتصاد و التنمية البشرية .
  6. عثمان لحياني .تقرير .جريدة العربي الجديد .07 / 01 / 2022 .


google-playkhamsatmostaqltradent